أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مساء أمس الثلاثاء، أن طريق السلام ببلاده واضح ويبدأ بتطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال المحادثات التي جرت بمدينة جدة السعودية في مايو/أيار 2023.
وقال البرهان في خطاب بمناسبة الذكرى السنوية الـ70 لتأسيس الجيش السوداني إن الذكرى "تمر ولا يزال أفراد القوات المسلحة مستمرين في بذل التضحيات الجسام للحفاظ على وحدة وكيان الدولة السودانية ولإحباط أكبر مؤامرة تواجهها بلادنا في تاريخها".
وأكد قائد الجيش السوداني في خطابه على أنه "لا مساومة أو مهادنة في حقوق الشعب المشروعة في استعادة الأمن والاستقرار والقضاء على هذا العدوان الغادر مهما بلغ حجم التضحيات".
وأضاف "سنعمل بلا هوادة على أن نحتفل في العيد القادم لقواتكم المسلحة، وبلادنا قد تطهرت من دنس المليشيا".
وأكد أن لا وقف للعمليات العسكرية من قبل الجيش بدون انسحاب وخروج آخر عنصر من قوات الدعم السريع من المدن والقرى "التي استباحوها واستعمروا أهلها".
ونص اتفاق جدة على التزام طرفي الحرب في السودان بالامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين، مع التأكيد على حماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان.
والتالي نص كلمة رئيس مجلس السيادة القائــد العــام للقـــوات المسلحـــة السودانية
عيــــــــــد الجيـــــــــــش ال ( ٧٠ "
أتقدم إليكم في هذا اليوم بأسمى آيات الإجلال والإكبار، وبلادنا تمرعليها الذكرى السبعون لسودنة قواتكم المسلحة في يوم ١٤ أغسطس ١٩٥٤م حيث استهلت مسيرتها الظافرة كأول مؤسسة وطنية يتم سودنتها لتنطلق منها المسيرة الفعلية لاستقلال بلادنا في الأول من يناير عام ١٩٥٦م بفضل مجهودات رواد الحركة الوطنية الذين وضعوا اللبنات الأولى لاستقلالنا المجيد، فالتحية لهم وللرعيل الأول من قادة جيشنا الميامين .
تأتي هذه الذكرى وقواتكم المسلحة وأبناء وطننا الغالي الخلص مستمرون في بذل التضحيات الجسام بلا من أو أذى لنحافظ معا على وحدة وكيان الدولة السودانية، ولإحباط أكبر مؤامرة تواجهها بلادنا في تاريخها الطويل.
تمر علينا هذه الذكرى وجميع أبناء شعبنا متراصين كتفاً بكتف، ويداً بيد مع قواتهم في تلاحم وطني مشهود، ومعاهدين الله والوطن وشعبه الكريم على الوقوف في وجه هذا العدوان والغزو الأجنبي الغاشم، الذي تقف من ورائه وتحركه دوائر دولية وإقليمية متربصة ومعروفة، تساندهم بكل أسف مجموعة سياسية مأجورة اختارت لنفسها أن تقف في مواجهة شعبنا الكريم، ولتتبوأ موقعها بين أشد صفحات كتاب تاريخنا الوطني قتامةً وبؤساً، تزييناً للباطل وانحيازاً مفضوحاً لمليشيا إرهابية لاعلاقة لها بأخلاق وشيم هذا البلد ولابشعبه الذي أعملت فيه قتلاً ونهباً وتشريداً وتدميراً لمقدراته التاريخية بلا مسوغ أو ضمير سعياً للوصول إلى سلطة غاشمة بلا تفويض أو مرجعية دستورية وإنما فوق جماجم ودماء الشعب السوداني .
في هذا المقام، يشرفني أن أبذل تحية المجد والبطولة والفداء لأبطال الخنادق والبنادق والصمود بقواتنا المسلحة و الشرطة والمخابرات العامة والقوة المشتركة من أطراف سلام جوبا وأبطال المقاومة الشعبية ومجموعات العمل الخاص في مختلف الجبهات وهم يضربون أسمى آيات التلاحم والتضحية والفداء ذوداً عن شرف وكرامة الأمة، ومن أجل أن تبقى الدولة السودانية شامخة وصامدة وأبية، فالتحية لهم والرحمة والقبول للشهداء منهم والمصابين والأسرى.
مواطني الكرام
أجدد معكم العهد والوعد الحق في هذا اليوم باسم قواتكم المسلحة التي اتخذت من (شعب وجيش فداك ياوطن) شعاراً لها وهي تتدبر هذه الذكرى المباركة، بأنه لن يجدنا شعبنا إلا في المواقف التي تضمن عزته وكرامته الوطنية، باذلين في سبيل بلوغ هذه الغاية كل غال ونفيس بلا من أو أذى وأننا لن نساوم أو نهادن في حقوقه المشروعة في استعادة الأمن والإستقرار والقضاء على هذا العدوان الغادر مهما بلغ حجم التضحيات وسنعمل بلا هوادة على أن نُكمل العيد وبلادنا قد تطهرت من دنس مليشيا آل دقلو وأعوانهم بإذن المولى عز وجل، وبفضل وقفتكم التاريخية بجانبها في حرب الكرامة الوطنية، التي سيسطر فصولها تاريخنا الوطني بكل فخر واعتزاز وهنا يجب أن نُذكر من يدعون كذباً للسلام ونقول لهم لا سلام والمليشيا المتمردة تحتل بيوتنا ومدننا وقرانا وتحاصر وتقطع الطرق لأجزاء مقدرة من بلادنا الحبيبه ولا وقف للعمليات بدون إنسحاب وخروج آخر مليشي من المدن والقرى التي إستباحوها وإستعمروا أهلها .
وأكرر طريق السلام ووقف الحرب واضح وهو تطبيق ما أتفقنا عليه في جده في مايو 2023م .
دعواتنا بالجنة والخلود لشهداءنا الأبرار
وعاجل الشفاء للمصابين
وأن يرد الأسرى والمفقودين واللاجئين والنازحين بسبب هذه الحرب إلى ذويهم وديارهم آمنين