شهد العالم في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في استهلاك المشروبات الروحية، مما نتج عنه تأثيرات اقتصادية واجتماعية سلبية في العديد من البلدان. وبينما تحقق شركات المشروبات الروحية أرباحًا ضخمة، فإن التكاليف الحقيقية لهذه الصناعة تتجلى في النفقات الباهظة للرعاية الصحية، وتراجع الإنتاجية، وزيادة المشكلات الاجتماعية.
َوتشير التقارير إلى أن الأمراض المزمنة المرتبطة بتعاطي الكحول، مثل أمراض الكبد والقلب، تحمل نظم الرعاية الصحية أعباء مالية كبيرة، مما يشكل ضغطا إضافيا على الميزانيات العامة للدول.
إذ إن التأثيرات السلبية على الإنتاجية الناتجة عن التغيب عن العمل بسبب مشاكل صحية أو الحوادث المرورية المرتبطة بالكحول، تؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية يعزى استهلاك المشروبات الروحية إلى وفاة حوالي 3 ملايين شخص سنويًا على مستوى العالم، ما يعادل 5.3% من إجمالي الوفيات.
كما تشير تقارير البنك الدولي إلى أن خسائر الإنتاجية المرتبطة بالكحول قد تصل إلى ما يعادل 1% من الناتج المحلي الإجمالي في بعض الدول.
في سياق متصل، تتفاقم المشاكل الاجتماعية مثل العنف المنزلي والجريمة بسبب ارتفاع استهلاك المشروبات الروحية، مما يستدعي تدخلات حكومية مكلفة لمعالجة هذه الظواهر السلبية.
وفي ظل الأضرار الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة تبرز الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الحكومية والمجتمعية للحد من استهلاك المشروبات الروحية والتقليل من آثارها السلبية على المجتمع والاقتصاد.