في عالمنا، تظل الصدقة شعاع أمل يضيء دروب المحتاجين ويمسح دموعهم. إنها فعل الخير الذي ينبع من القلب، مثل نسمة لطيفة في يوم صيف حار، تروي العطشان وتدفئ القلوب الباردة. ولكن، ماذا لو كان هذا الخير مرهوناً بالمن والأذى؟ هنا، يتحول هذا الفعل النبيل إلى شوكة تؤلم الروح وتجرح الكرامة.
الصدقة الحقيقية هي تلك التي تُعطى بصمت، دون انتظار الثناء أو الشكر، لأنها تأتي من مكان صادق وعميق داخل النفس. هي ليست فقط تلك القطعة من المال التي تُعطى، بل هي ابتسامة تعلو وجوه من يعطون ومن يتلقون. أما عندما تصاحبها كلمات تذكر المتلقي بفضل المعطي، أو نظرات تقلل من شأنه، فإنها تفقد روحها الجميلة وتتحول إلى عبء ثقيل.
الإنسان الذي يعطي دون أن يُذكر بمعروفه، هو بطل حقيقي. بطل لا يلبس عباءة، ولا يظهر على شاشات التلفاز، ولكنه يترك أثراً لا يُمحى في قلوب الآخرين. هذا البطل يعلم أن قيمة العطاء تكمن في نقاء النية وسلامة القلب، وليس في المبلغ المدفوع أو الهبة المقدمة.
الصدقة ليست مجرد مساعدة مادية؛ هي جسر من الحب والتعاطف يربط بين الناس. إذا كانت ملوثة بالمن والأذى، فهي ليست جسراً، بل جدار يفصل بين القلوب. فلنكن أبطالاً حقيقيين، نعطي بصمت، ونساعد بصدق، دون أن ننتظر شيئاً في المقابل سوى رضا الله وسلامة النفس.