الناخب يلعب دورًا جوهريًا في تشكيل برلمان إصلاحي، وذلك من خلال الخيارات التي يتخذها أثناء العملية الانتخابية. إذا أراد الناخب أن يكون له تأثير إيجابي في تشكيل برلمان يُركز على الإصلاح والتغيير، فإنه يحتاج إلى توجيه صوته ودعمه نحو المرشحين والأحزاب التي تضع الإصلاحات الجوهرية في صميم برامجها الانتخابية. كما يجب على الناخب دراسة المرشحين بعناية واختيار من يمثلون أفكاره وتطلعاته، وخاصة من يظهرون الالتزام بالإصلاح. يمكن للناخب أن يبحث عن المرشحين الذين يمتلكون سجلًا نظيفًا ويبدون استعدادًا للعمل على تغيير السياسات والقوانين التي تعيق التنمية والعدالة الاجتماعية. وبما أن التصويت هو السلاح الأهم الذي يمتلكه الناخب. يمكن من خلاله إيصال رسائل قوية للمرشحين بأن المجتمع يريد تغييرًا حقيقيًا. فهذا السلاح الوحيد الذي يملكه الناخب ويجب عليه استخدامه بشكل صحيح وذلك من أجل بناء برلمان اصلاحي تشريعي حقيقي يعمل بكل جد واجتهاد بما تعود منفعته على الوطن والمواطن.
ومن خلال هذه المقالة أؤكد على أن دور الناخب لا يقتصر فقط على التصويت، بل يمتد إلى المشاركة في النقاشات العامة والضغط على المرشحين لطرح أجندات إصلاحية واضحة من خلال جلسات دورية بين النائب والناخبين كلاً ضمن دائرته الأنتخابية فمن هنا يُصنع الفارق الكبير بين ناخب الفزعة والناخب الوطني. ويمكن للناخب أيضًا استخدام منصات التواصل الاجتماعي والإعلام لزيادة الوعي حول أهمية الإصلاح. والتوجه إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بصوته بوعي واستقلالية، وهو حق يكفله الدستور. تكمن قوة الناخب في استخدام هذا الحق بشكل صحيح لاختيار من يعبرون عن مصالح الشعب ويدعمون التغيير والاصلاح. وبعد تشكيل البرلمان، يمكن للناخبين أن يستمروا في لعب دور فعال من خلال الرقابة والمساءلة.
يمكنهم متابعة أداء النواب المنتخبين، والمطالبة بتحقيق الوعود الانتخابية ومحاسبتهم على ذلك واستثناء من أخلف في الوعود في الانتخابات القادمة وتهميشهم وفي ذلك رسالة لمن يرغب بترشيح نفسه لأنتخابات برلمانية قادمة.
وزيادة الوعي السياسي بين أفراد المجتمع حول أهمية الانتخاب والتأثير السياسي يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى القريب والبعيد. فكلما زاد الوعي السياسي، زاد الضغط على المرشحين للالتزام بالإصلاح المنشود. ويمكن للناخب أن يكون قوة تغيير فعّالة في تشكيل برلمان إصلاحي من خلال اختياراته الواعية والمشاركة الفعّالة في العملية الديمقراطية.
كما يتطلب الأمر جهدًا جماعيًا من المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية لنشر الوعي وتثقيف المواطنين حول أهمية الإصلاح ودورهم الحيوي في تحقيقه.