«تؤجج الاحتقان في المنطقة».. هكذا ردت القاهرة على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي زعم خلالها أن "حركة حماس تحصل على السلاح من مصر عبر محور فيلادلفيا".
ووفق بيان للخارجية المصرية فإن القاهرة أعربت "عن رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم 2 سبتمبر/أيلول، والتي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين".
وأكدت أن تصريحات نتنياهو تستهدف "عرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة"، كما شدد على رفضها لـ"كافة المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسؤولين الإسرائيليين في هذا الشأن".
وحملت القاهرة الحكومة الإسرائيلية "عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية، والتي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة".
فيما أكدت مصر حرصها على "مواصلة القيام بدورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة بما يؤدي إلى الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين ويحقق استقرار جميع شعوب المنطقة".
وتضامن الأردن مع القاهرة، حيث أكدت الخارجية الأردنية رفضها تصريحات نتنياهو أمس حول معبر فيلادلفيا، كونها "مزاعم لا أساس لها".
ووفق بيان للخارجية الأردنية فإن المزاعم التي يروج لها مسؤولون إسرائيليون "محاولات عبثية" لتبرير العدوان على غزة والضفة الغربية.
وكان نتنياهو قد قال الإثنين إن حركة حماس تحصل على السلاح من مصر عبر محور فيلادلفيا، مضيف "لقد حرصنا على ألا يدخل دبّوس إلى غزة من جانبنا لكنهم سلحوا أنفسهم عبر محور فيلادلفيا ومصر".
وشدد على أنه "من يصرح بإمكانية انسحابنا من فيلادلفيا لمدة 42 يوما يعرف أنها ستتحول إلى 42 عاما".
و«محور فيلادلفيا» هو شريط حدودي أنشأته إسرائيل خلال سيطرته على قطاع غزة بين عامي 1967 و2005، يبلغ عرضه في بعض الأجزاء 100 متر، ويمتد لمسافة 14 كيلومتراً على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة. ويعدّ منطقة عازلة بموجب «اتفاقية كامب ديفيد» الموّقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979.
ومنذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصبح محور فيلادلفيا مثار تجاذبات بين مصر وإسرائيل، عقب تصريحات لنتنياهو، ألمح خلالها إلى رغبته «السيطرة على الشريط الحدودي»، ما عدته القاهرة «خطاً أحمر يهدد العلاقات بين البلدين».
وتصاعد الخلاف بشأن المحور الحدودي، في مايو/ أيار الماضي، مع سيطرة إسرائيل على معبر رفح؛ حيث أكدت مصر مراراً رفضها الوجود الإسرائيلي بـ«محور فيلادلفيا»، في وقت تمسكت فيه إسرائيل بالبقاء ووثقته بقرار للكابينت الأسبوع الماضي.