قالت صحيفة "وول ستريت جورنال” إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستأمر، ناقشا أمس في واشنطن، موضوع السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى داخل عمق روسيا، وهو قرار تردد فيه الغرب كثيرا لخوفه من رد روسي بتسليح الحوثيين في حملتهم لمهاجمة السفن في البحر الأحمر.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقت حذر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن مثل هذا القرار يضع حلف الناتو "في حالة حرب” مع موسكو.
وأكدت أن الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا كانت حتى الآن مترددة في السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى، داخل الأراضي الروسية خوفا من تصعيد الصراع، وخوفا من تسليح بوتين للحوثيين المتمركزين في اليمن، في حملتهم الطويلة الأمد في مهاجمة السفن في البحر الأحمر.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما سئل بايدن عن هذا القلق قبل اجتماعه في البيت الأبيض مع ستارمر، قال "لا أفكر كثيرا في بوتين”، وأوضح أنهم سيناقشون الاستخدام المحتمل للصواريخ الغربية البعيدة المدى داخل روسيا خلال المحادثة المغلقة، وذلك رغم أن بوتين حذر الولايات المتحدة وحلفاءها من أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يعني أن دول حلف شمال الأطلسي "في حالة حرب” مع روسيا.
الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا كانت حتى الآن مترددة في السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى، داخل الأراضي الروسية خوفا من تصعيد الصراع
وعلقت الصحيفة بأن مثل هذا القرار برفع الحظر المفروض على كييف باستخدام صواريخ مثل "ستورم شادو” البريطانية، التي يمكنها ضرب أهداف على بعد 250 كلم، سيكون انتصارا كبيرا لأوكرانيا، وقد يمنح القوات الأوكرانية المحاصرة مساحة للتنفس في وقت تتقدم فيه روسيا ببطء على طول خط المواجهة.
وقد طلبت كييف الإذن باستخدام "صواريخ سكالب” الفرنسية البعيدة المدى وأنظمة الصواريخ التكتيكية الأمريكية المعروفة باسم "أتاكامز”. وتميل فرنسا إلى رفع الحظر المفروض على سكالب، لكن المسؤولين الأمريكيين يصرون على أن بايدن ليس مستعدا للموافقة على استخدام أتاكامز، ومع ذلك وافق على خطة لتوسيع المنطقة الجغرافية التي يمكن لأوكرانيا من خلالها إطلاق أسلحة أمريكية أخرى عبر الحدود ردا على الهجمات الروسية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أصر على عدم وجود تغيير في موقف إدارة بايدن بشأن توفير قدرات لأوكرانيا على القيام بضربات بعيدة المدى داخل روسيا، وقال إن إدارة بايدن تأخذ تهديد بوتين على محمل الجد، وأضاف "لدينا حساباتنا الخاصة لما نقرر إرساله إلى أوكرانيا وما لا نرسله”.
وقال البيت الأبيض، في بيان بعد الاجتماع، إنه تم "التأكيد على الدعم الثابت لأوكرانيا التي تواصل الدفاع ضد عدوان روسيا”. غير أن الصحيفة ترى أن أي موافقة ستكون تصعيدا كبيرا وتمثل عبور خط أحمر رمزي آخر منذ تكثيف حرب أوكرانيا في عام 2022.
وذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن و ستارمر عبرا خلال اجتماعهما، أمس، عن القلق بخصوص إمداد إيران وكوريا الشمالية لروسيا بأسلحة قاتلة في حربها الدائرة مع أوكرانيا.