أعرفُ أبًا كان يخافُ جدًا على أولاده، عندما مات أخذ العائلة كلها معه، هذه هي التربية الحديثة والموت الحديث، وكله في سبيل تحقيق «كواليتي» ثنائية الحياة والموت بشكلٍ رفيع المستوى ونخبوي. ... واعرف آخر مات ابناؤه واحفادة تحت ركام القصف والدمار ..ثم لحق بهم فهل هنالك اكثر ثمن واعظم تضحية من ذلك .. اقول:- "كيف ستواجه وجه ربك إذا مُتَّ شبعانًا بنوبة قلبية لكثرة الشحوم الثلاثية في الشريان الأبهر”..فعلاً هي حياة معقدةٌ جدًا وموتٌ بيروقراطي....لا تهاجِر من أجل حياة أفضل للعيش بالرفاة والقصور، إنما هاجِر من أجل موت أفضل بالشهادة..وعليكَ أن تقتنصَ موتكَ المناسب في الخاتمة المناسبة،وفي الحين الذي يموتُ فيه الكل بالأوبئة والفجأة فكّرْ بالذهاب والموت غيلةً وغدراً من أجل الإسلام والاوطان افرادا وشعباً وقيادة وحقق الشهادة في أعلى مراتبها ...
دَعْ الجميع يتكلمون عن إنجازك، أهلك وأبناء العروبة والاسلام دعهم يفاخرون بك وبذكراك وموتك..... مُتْ معقمًا بملح البارود بدل أن تموت بالكيماوي..... مُت جسدا دافئاً بدل الموت باردًا في ثلاجة على الطريق السريع.... ان اردت مقامات اخرى مُت كابناء غزة اختناقًا بغبار الأبنية والمدارس المقصوفة.... مُت وأنت تحاول أن تُنقذ طفلاً من الجفاف لأنه لم يذُق الحليب منذ ستة أشهر... قلبي تمدد والشريان ينضح2900/ كلم هذا طول الجرح الذي يقرح؛ لن يقتُل أي عدو ولكنه يُحيي جيلِ مُتعطش من الحرية لن يشبع.. أخبرو العالم أن القتل في فلسطين والجرحى في العالم العربي أجمع.. واكتفي بالكتابة عنه، كأن اقول:"إن الموت ليس متساويًا، والموتى ليسوا سواسية.” هنيئاً يا ماهر الجازي ودُمتي حُرة يا فلسطين.