يخلط الناس اليوم ما بين الفهم والمعرفة والعلم والتخصص والبحث والثقافة والإدراك والإبداع والتميّز والتفوق ، فيقال في اللغة: عَلِم الرجل عِلْماً: حصلت له حقيقة العلم وأصاب كبد الحقيقة وعَلِم الشيء: عَرَفه، وأعلَمَه الأمر وبالأمر: أي أطلعه عليه. ويقال في اللغة: ثقف ثقافة: صار حاذقاً مبدعاً مدركاً شديد الإدراك ، فهو ثقف وثقيف، وثقف الكلام ثقافة: حذقه وفهمه بسرعة
فالفهم والمعرفة والإدراك في كلّ شيء يُصنف ثقافة وهذا مطلوب من الجميع أن يصقل تخصصه بثقافة فسيفسائية وبانورامية ،فالقصد أن يتعلم الإنسان ويفهم شيئا عن كل شيء فهذه هي الثقافة لكن لا يختلط ذلك بالتخصص البحثي العميق وهذا يمثل أن يتعلم كل شيء عن شيء وهو التخصص ومزج العلم والتخصص بالثقافة هو ما تركز عليه الدول المتقدمة ليُصقل العلم بالمهارات وفي الواقع الكل يركب الموجة أو الترند عالماً وجاهلاً ،أما العالم أو العارف أو الفاهم أو المثقف أو المتخصص فله أن يركب الموجه ضمن حدود معرفته أو فهمه أو ثقافته أو علمه أو بحثه أو تخصصه أما الجاهل الاستعراضي فعليه أن يترجّل عن الموجه حتى يفهم ويتثقف ويعلم ،ومن قال علمت بختم مراحل العلم فقد صُنفَ جاهلاً بأعلى مراتب الجهل ،والعلم تواضع ووقار وأنفه ورُقي وأكثر خشية لله عز وجل ،وعملنا نحن البشر من علم الله كالمخيط اذا أدخل البحر ماذا سيلتصق به من عِلم الله العظيم الواسع اللامتناهي ،وبدء الخلق من لدن أبينا آدم قام على مُرتكز وأساس العلم حينما علّم الله سيدنا آدم الأسماء كلها وتم تخزينها في ذاكرته،وفي نهاية الرسالات على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم قامت رسالته على أساس ومُرتكز "اقرأ "وهي مفتاح العلم ليغوص فكرنا وتمحيصنا وتدبرنا وبحثنا لاستراح درر العلم مُسخراً للبشرية استكمالاً وإكمالاً لأمانة الاستخلاف في الأرض فهلّا عُدنا إلى العِلم لننجح ونرقى ونرتقي من المهد إلى اللحد .