من وجهة نظري، الأشخاص الذين هاجموا المناهج بشكل غير مبرر نوعان، وأغلبهم من النوع الأول.
للتوضيح، المادة التي تحتوي على صورة سميرة توفيق وأبو صقر هي مادة تُسمى "التربية الفنية والمسرحية". فهل يُعقل أن نضع فيها شيئًا آخر؟ لو وجدنا بها صور هيفاء وهبي أو حمو بيكا، نعم، يحق لنا الاعتراض. ولكن محتوى المادة يعرض شخصيات جاءت من رحم ثقافتنا، ولم يقدموا يومًا شيئًا خارج النص أو يخالف عاداتنا. بالعكس، لو كانت هناك دولة تحاول تخريب الأجيال، لما وضعت صورة موسى حجازين، الذي كانت أغلب أعماله تنتقد الوضع السياسي والاقتصادي، أو سميرة توفيق. فمن منا لا يحفظ كلمات أغنية "نحن كبار البلد، إحنا كرسيها"، التي كتبها حابس المجالي ولحنها جميل العاص؟ وهي الأغنية التي غنتها سميرة توفيق وجاءت بكلمة عفوية بلحظة حب وغيرة على الوطن من وصفي التل، حين قال: "وش علمك بالمراجل؟"، ردًا على حديث محمد حسنين هيكل بالإذاعة المصرية وتحريضه ضد الأردن.
أما من منا لم يشاهد "حارة أبو عواد" و"دور جوليت عواد"؟ الكثير من الأعمال الفنية الأردنية لم تُخدش عاداتنا ولم تخرج عن المألوف.
لنعود لأنواع الأشخاص:
الأول: "حافظ مش فاهم"، هو الشخص الذي يعترض فقط لأنه رأى الناس يتحدثون عن الموضوع، فأخذ الكلام نسخ لصق وأضاف بعض التفاصيل من خياله العلمي الواسع، الذي لا يتعدى المسافة بين أنفه وشاشة هاتفه. هذا الشخص نفسه يشاهد المسلسلات التركية أو حتى العربية الحديثة التي لا تعبر إلا عن الحريات الغربية والخيانة الزوجية، ويدع أطفاله يشاهدونها في جميع الأوقات.
الثاني: الذباب الإلكتروني، وهم الأشخاص الذين يسعون لزعزعة الوضع الداخلي وإثارة الفتن، حتى لو كان الموضوع أتفه من ذلك. يستغلون أي فرصة لتحقيق أهدافهم، أمثل عوني حدادين، أو احزاب او جماعات او دول صديقه، وغيرهم من أصحاب الحناجر الكلابيه من خارج اراضي المملكه.
في النهاية، أخي المواطن، أختي المواطنة، رَبّوا أبناءكم في البيت، وكثر الله خيركم. لأن الأطفال في الشارع بعد الدوام أكثر من المدارس نفسها، فلا يُعقل أن نعتمد فقط على المدرسة في التربية.