ما يحدث اليوم من مظاهرات في شوارع عمان، تحت شعارات تدعم مقتل حسن نصر الله على يد إسرائيل، لا يمثل سوى عبث خطير بأمن واستقرار الأردن... هذه المسيرات والمظاهرات لا تخدم إلا أعداء الوطن، وتشكل استنزافاً غير مبرر لجهود أجهزتنا الأمنية التي تبذل كل ما بوسعها لحماية الأردن من أخطار داخلية وخارجية محدقة... ففي هذا الوقت الحرج، علينا أن نكون أوعى وأقوى من الانجرار وراء دعوات الفوضى والتخريب التي تستهدف تمزيق النسيج الوطني وتشتيت تركيزنا عن التهديدات الحقيقية.
إن التظاهر حق، لكن الحق الذي يهدد أمن الوطن هو سلاح موجه ضد الشعب نفسه... وفي ظل المخاطر التي تحدق بنا من الميليشيات الإيرانية وحزب الله والميليشيات الاخرى المتربصة على حدودنا الشمالية، وأغرقتنا بالمخدرات وتهريب الأسلحة لخلايا إرهابية... هل يمكن لأي عاقل أن يظن أن الوقت مناسب للتظاهر؟ وإرهاق أجهزتنا الأمنية؟ ... هؤلاء المتآمرون يتربصون بالأردن، ينتظرون الفرصة للانقضاض على استقراره، ولا شيء يفرحهم أكثر من رؤية الأردنيين يتشتتون ويضعفون جبهتهم الداخلية، في وقت نحتاج فيه إلى أن نكون أكثر تماسكاً وقوة.
إيران، التي لا تخفي أطماعها في المنطقة، هي رأس الفتنة والشر... إنها اليوم تترك حليفها المزعوم حسن نصر الله في مواجهة مصيره، بعدما استنفذت كل ما يمكنها استغلاله منه... لقد أصبح نصر الله مجرد أداة مهملة في يد طهران، التي تستخدمه وأتباعه لتنفيذ أجندتها التخريبية في المنطقة، ومن ضمنها تهديد الأردن الذي ظل صامداً أمام مشاريعهم.
إن جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، التي تقف حصناً منيعاً في وجه كل هذه المؤامرات، هم الأبطال الحقيقيون الذين يجب أن ندعمهم بلا تردد أو تفكير... إنهم يقفون على الجبهة، يسهرون الليالي، ويقدمون التضحيات ليبقى الأردن آمناً مستقراً، بينما تتشتت جهودهم بين صد العدوان الخارجي والتعامل مع الفوضى الداخلية التي يخلقها بعض من لا يدركون حجم الخطر الذي يحدق بنا جميعاً.
أمام هذا الواقع، يجب أن يكون الالتفاف حول القيادة الهاشمية الحصن المنيع الذي نحمي به وطننا... هذه القيادة التي أثبتت على مر العقود قدرتها على إدارة أزمات أكبر من هذه بكثير، هي القادرة اليوم أيضاً على تجاوز التحديات، ولكن هذا لن يحدث إلا إذا كان الشعب متماسكاً وواعياً لحجم المسؤولية.
الوطن اليوم في مواجهة أخطار تهدد وجوده، وأي تهاون أو استجابة لدعوات الفوضى هو خيانة لأمانة الوطن وأمانة الأجيال القادمة... ويجب أن ندرك جميعاً أن المعركة الحقيقية هي ضد الأطماع الإيرانية، وضد الميليشيات التي تنتظر أي فرصة للانقضاض علينا.
إن الأردن لن يسقط ولن يُهزم ما دمنا جميعاً نلتف حول قيادتنا الهاشمية وجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية... هذا الالتفاف ليس خياراً بل واجباً وطنياً وأخلاقياً، وهو السبيل الوحيد لدرء الأخطار وحماية الأردن من كل من يحاول العبث بأمنه واستقراره...