تحدث الأستاذ الدكتور حسني بواب مربي القدير للمؤرخ عمر العرموطي ، عن ذكرياته التعليمية في العاصمة عمّان والمدن الأردنية خلال سنوات مضت، حيث عاش تجربة غنية بالتربية والتعليم. بدأ مسيرته الدراسية في الطيبة بإربد، حيث كانت المدارس تضم حدائق لتعليم الطلاب أساسيات الزراعة والتعشيب.
شارك بواب لحظات من حياته مثل نجاحه في امتحان المترك الأردني عام 1951 في الكلية العلمية الإسلامية، إلى جانب الدكتور فهد الفانك، مشيرًا إلى الدهشة التي شعر بها عند رؤيته لقصور عمّان الجميلة. كما تحدث عن استخدامه لحافلات جميل الصالح للتنقل بتعريفة نصف قرش، وعن تقاليد استقبال الضيوف الكبار في عمّان.
تطرق الدكتور حسني بواب إلى تأثير التغيرات على التعليم اليوم، معبّرًا عن قلقه من تراجع قيم احترام المعلم، وانتقادًا لتراجع العلاقات الإنسانية بين الطلاب والمعلمين مقارنة بالماضي.
واصل الأستاذ الدكتور حسني بواب سرد ذكرياته، معبرًا عن الحنين إلى الأيام التي كان فيها المعلمون قدوة يحتذى بها، والطلاب ينظرون إليهم بتقدير واحترام. أشار إلى أن الأب في الماضي كان يتمنى أن يصبح ابنه معلمًا أو جنديًا في الجيش، نظرًا للمكانة الرفيعة التي كانت تميز هذه المهن.
تحدث بواب أيضًا عن علاقاته بطلابه الذين درّسهم في كلية التراسنطة بعمان، وذكر أسماء بارزة من بينهم مثل السفير هاني خليفة، الدكتور صفوان طوقان، معالي الدكتور طالب الرفاعي، دولة المهندس علي أبو الراغب، ومعالي الدكتور خالد طوقان. عبّر عن سعادته برؤية طلابه يحققون نجاحات كبيرة في حياتهم المهنية.
أما عن التعليم اليوم، فقد انتقد بواب بشدة ما وصفه بفقدان القيم التي كانت تميز الطلاب سابقًا. قال إن طالب الأمس كان ملتزمًا بالأخلاق والقيم الوطنية والقومية، بينما طالب اليوم – كما يرى – قد افتقد لهذه الصفات، وأصبح يتباهى بإهانة معلمه. كما أبدى أسفه لتراجع مكانة اللغة العربية والثقافة بين الطلاب، متسائلًا عن سبب نفور الجيل الجديد منها.
وختم الدكتور حسني بواب حديثه بالتأكيد على أن أحد أهم العناصر التي فقدها التعليم اليوم هو الاعتزاز بالتراث والتاريخ، محذرًا من خطورة هذا التراجع على الهوية الوطنية.