عندما نتكلم عن إيران وعن دورها في دعم محور المقاومة وميليشياتها في لبنان و سوريا و اليمن وغيرها لا يعني ذلك موافقتهم في العقيدة بل نحن نختلف معهم في جُلِّ مسائل العقيدة
وبنفس الوقت لم نجد ان آئمة الإسلام قد أجمعوا على إخراجهم من دائرة الإسلام بالكلية بعيداً عن الفتاوى المتطرفة التي خضعت للتجاذبات السياسية في مراحل معينة من التاريخ
نحن نتكلم عنهم كونهم حدث الساعة ولإرتباط الأحداث بهم ولو كانت ايران واسرائيل تتصارعان خارج منطقتنا لنظرنا اليهم كما ننظر للحرب الدائرة بين روسيا و أوكرانيا فلا يهمونا بشيء وفخار يكسر بعضه كما يقال
لكننا كأردنيين بالدرجة الأولى وكعرب سنة في وسط حلبة الصراع بين ثورين
الثور الصهيوني و الثور الصفوي وساحة المعركة أرضنا ووقودها أمتنا وعيونهم على مواردنا وثرواتنا
والدمار على رؤوسنا والضحايا منّا
والحرب الدائرة بينهما هي حرب مصالح ومشاريع توسعية لا حرب مقدسات وعقيدة فليس لدى ايران ادنى درجة من الإهتمام بتحرير المقدسات او نصرة الإسلام ولكنها تدعم المقاومة سواء سنية او شيعية لمصالحها الخاصة فقط وهذا بالتأكيد لا يعني توافق المقاومة الإسلامية (حماس) مع ايران في ذلك ولكنها مستفيدة من هذا الدعم الإيراني في مواجهة الصهاينة وتحرير الارض و المقدسات بعد ان تخلى كثير من العرب السنة والمسلمين عن القضية الفلسطينية بل وكادوا ان يوقعوا على بيعها في ما يسمى ب صفقة القرن لولا وقوف جلالة الملك والشعب الأردني بقوة في وجه هذه الصفقة ولا زلنا ندفع ثمن هذا الموقف عربياً و دولياً
والسؤال الذي يطرح نفسه
اين نحن كعرب سنة تجمعنا عقيدة واحدة ولغة واحدة وتاريخ واحد وعادات واحدة ومصير واحد
هم ينفقون المليارات على البحث العلمي والمؤتمرات العلمية ونحن ننفق المليارات على على مهرجانات الشعر و الرقص
هم يضعون في مناهجهم صور لقادتهم وعظمائهم ونصوص من عقائدهم ويربون ابناءهم عليها
ونحن نضع محمد عبده وكوكب الشرق وسميرة توفيق
الله طلب منا ان نأخذ بالاسباب ( واعدوا لهم) ثم طلب منا بعد ذلك الدعاء
فنوح عليه السلام صنع السفينة اولاً للنجاة ثم بعد ذلك طلب من الله ان يهلك عدوه (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)
أما نحن فحالنا كحال ذلك الحرامي الذي صعد إلى الطابق الرابع فلما دخل الشقة رأى صاحب الشقة مستلقٍ على سريره
فاختبأ الحرامي خلف الباب ينتظر ان ينام صاحب المنزل
وفي هذه اللحظة أذن المؤذن للعشاء وبعد ان انتهى المؤذن رفع صاحب البيت يديه وهو مستلق على سريره وقال : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة إلى آخر الدعاء ثم قال اللهم اني اسألك الجنة ثم نام ولم يصل
فضحك الحرامي فسمع صوته صاحب المنزل وقبض عليه وقال له : ماذا تفعل هنا ؟؟
فأجاب الحرامي : ابحث عن بعيرٍ أضعته
فقال صاحب المنزل : تبحث عن بعير في الطابق الرابع ؟؟؟
فقال الحرامي : وانت تريد الجنة وانت نائم على السرير روح صل ثم سل الله الجنة