في إحدى القضايا التي شهدتها الأردن في فترة ما بعد الثورة العربية، فقدت كميات من البنزين المخزون لحساب الجيش العربي من إحدى الآبار في منطقة الجيزة. على إثر ذلك، خرج بيك باشا مع جنده لإجراء تحقيقات حول القضية، وكانت وجهته الشيخ مثقال الفايز من شيوخ بني صخر، حيث تم استدعاؤه للمثول أمام محكمة السلط.
غير أن الأمور لم تجر كما كان متوقعًا؛ فقد قام الشيخ مثقال باحتجاز بيك باشا لمدة خمسة أيام في إسطبل الخيل، وذلك نتيجة لرفضه المثول أمام المحكمة. التدخل السريع للأمير عبد الله والشيخ حديثة الخريشة من شيوخ بني صخر، إضافة إلى دور الشيخ صايل الشهوان من شيوخ العجارمة، أدى إلى إطلاق سراح بيك باشا، بعد أن اعتبرت الحكومة القضية منتهية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة تركت أثرًا كبيرًا على علاقة بيك باشا بالبدو، حيث كان منذ ذلك الوقت ينظر إلى البدو بنظرة متغطرسة. رغم مشاركته في الثورة العربية كقائد لسرية الهجانة المصريين، إلا أن بيك باشا حافظ على صورة الضابط البريطاني المتفوق، مرتديًا حطتين على رأسه، وهو تقليد يتبعه كبار شيوخ الرّولة الشعلان للدلالة على مكانتهم العالية.
تظل هذه الحادثة واحدة من أبرز الوقائع التي ألقت بظلالها على علاقة المستعمر البريطاني مع شيوخ القبائل الأردنية في تلك الفترة.