فقدت الأردن اليوم أحد أبطال جيشها العربي المصطفوي، الحاج مصطفى جدعان الخرشة، الذي خاض معارك الشرف في حرب 1967 و1973. غادرنا والقدس كانت نبراس قلبه، وذكريات بطولاته لا تزال تحكي عنه، فقد دمر أربع دبابات للعدو قبل أن تسقطه جراحه ليصبح أسيرًا لدى الاحتلال.
قائد جيش الاحتلال، موشيه دايان، أصر على لقائه بعدما ذاع صيته في ساحات القتال بشجاعته وصموده. وفي حديث شهير مع دايان، قال له أبو جدعان: "جيشك جبان، الك عندنا يوم والحرب كر وفر، اليوم لك وغدًا عليك"، وهي كلمات خلدتها الصحف الإسرائيلية في تلك الفترة.
أبو جدعان، الذي تلقى تحية خاصة من الكاتب المصري محمد حسنين هيكل عبر صحيفة الأهرام المصرية بعد حرب حزيران، كان محط أنظار العرب جميعًا، حينما كتب له هيكل: "ان وصلتك صباحآ فصباح الخير وان وصلتك مساءآ مساء الخير أبا جدعان"، ليعكس مكانته الكبيرة في قلوب العرب.
أمضى الخرشة ورفاقه أربعة أشهر في أسر العدو، ليعودوا بعدها إلى الأردن في صفقة تبادل أسرى، حيث استقبلهم الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – قائلاً لهم: "أهلاً برافعي رؤوس الأردنيين والعرب".
رحل أبو جدعان دون أوسمة، لكنه حمل في قلبه حب الوطن وعشق القدس، وترك خلفه إرثًا من الفخر والبطولة. اليوم، نودع رمزًا من رموز جيشنا العربي، وأحد أعمدة البلاد.
في جنات الخلد يا أبا جدعان، أيقونة البطولة والجهاد.