يُعد المعلم ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتشكيل الأجيال. فهو ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو مُربي ومُوجّه يساهم في تشكيل القيم والسلوكيات لدى الطلاب. والواجب تقديره وتكريمه باستمرار، وليس بتخصيص يوم محدد في العام تقديراً لجهوده وتضحياته، وبمناسبة يوم المعلم العالمي، نتقدم بجزيل الشكر لكل من علمنا حرفاً وساهم في تحقيق أحلامنا في تقلد الوظائف والمهن المختلفة.
إن تأثير المعلم الإيجابي على الطلاب عميق ودائم، فهو يلهمهم لتطوير شغفهم بالتعلم، ويبث فيهم روح المعرفة والبحث والاستكشاف، مما يسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات. والمعلم، من خلال توجيهه وتعليمه، يبني شخصية الطالب، ويغرس فيه القيم الفاضلة، مثل الاحترام والمسؤولية والتعاون، وهي قيم أساسية في حياة الطلاب. ثم إنَّ للمعلم دورًا مهمًا في تعزيز القيم الإنسانية، مثل التعاطف والتسامح والعدالة، من خلال الأنشطة والبرامج والحوارات، مما يساعد في غرس ثقافة الحوار وتشجيع الطلاب على فهم واحترام اختلافات الآخرين، علاوة على ذلك، يسهم المعلم في تعريف الطلاب بهويتهم الثقافية والوطنية من خلال تعليمهم التاريخ والتراث، مما يعزز شعورهم بالانتماء، ويسهم في بناء مجتمع متماسك. كما يعزز مهارات المواطنة لديهم من خلال تعليمهم حقوقهم وواجباتهم، ويشجعهم على المشاركة الفعّالة في المجتمع، مما يساعد في بناء جيل واعٍ وقادر على المساهمة في التنمية.
دور المعلم يمتد إلى ما هو أبعد من جدران الفصل الدراسي، فهو القوة الدافعة في إعداد الأجيال القادمة وبناء القيم. والمعلمون هم من يشكلون مستقبل المجتمع، لذلك من الضروري تقدير جهودهم وتعزيز مكانتهم في المجتمع. فهم الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل مشرق وواعد.
ومن المهم أن يُقدّر المجتمع جهود المعلمين، ويعترف بأهمية دورهم في تشكيل الأجيال. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم فعاليات للاحتفاء بهم، وتقديم الجوائز والتكريمات التي تعكس تقدير المجتمع لعملهم وجهودهم. إن تقدير المجتمع لإنجازات المعلمين وتهيئة بيئة تعليمية مناسبة لهم، وتعزيز التواصل معهم، وتحفيزهم وتكريمهم يسهم في رفع معنوياتهم، وزيادة دافعيتهم .
وبمناسبة يوم المعلم العالمي، أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع المعلمين والمعلمات في جميع أنحاء العالم على تفانيهم وجهودهم الكبيرة في تشكيل الأجيال القادمة التي تحمل لواء العلم، وتسعى نحو مستقبل أكثر إشراقاً لمجتمعاتها، كما أتقدم بالشكر لإدارة ومعلمي مدرسة ثانوية الأبناء بحي الوزارات بالرياض، وأخص بالشكر لمدير المدرسة الأستاذ سليمان الداود، ووكيل المدرسة الأستاذ صالح المحاسن، والعقد الفريد من الأساتذة والمعلمين على جهودهم المتميزة ومتابعتهم الدقيقة للطلاب وتفانيهم في تعليم أبنائنا بأسلوب مشوق وجذاب، مما انعكس إيجابًا على مستواهم العلمي وتطورهم. فلهم مني كل الشكر والعرفان على ما يقدمونه من عطاءٍ لا محدود.