في ضاحية الرشيد بعمان، استقبلنا الحاج أحمد نزال العرموطي، الذي ولد في منجا – مأدبا عام 1925. استعاد أبو ممدوح ذكرياته الغنية التي تحكي قصة بناء الأردن الحديث، ابتداءً من تعليمه في "الكتّاب" بمنجا، إلى رحلته الدراسية في مأدبا وعمان، مروراً بزمالته لشخصيات مؤثرة مثل شفيق جميعان، وعاكف الفايز.
تتجلى في حديثه تفاصيل دقيقة عن تاريخ عمان، من تأسيس المدارس والمرافق العامة إلى علاقة والده نزال العرموطي بالبنية التحتية للمدينة، حيث ساهم في تطوير منطقة جبل نزال، وأسس خدمات الماء والكهرباء، وحتى فتح الطرق على نفقته الخاصة.
كما استذكر الحاج أحمد لقاءاته مع الملك المؤسس عبد الله الأول، ووصف تلك الأيام بالخير والبركة، حيث كان الملك يأتي إلى المدرسة العسبلية بدون حراسة، ويتبادل الحديث مع الطلاب. تعكس هذه الذاكرة الحية معالم نهضة عمان وماضيها، الذي يتشابك مع تاريخ العائلات والشخصيات التي ساهمت في بنائها.
يواصل الحاج أحمد نزال العرموطي سرد تفاصيل حياته وكأنه يرسم صورة حية لتاريخ الأردن المعاصر، مستذكراً دور والده في تأسيس منطقة جبل نزال، التي سميت على اسمه تكريماً لإسهاماته. أشار إلى أن والده لم يكن مجرد رجل أعمال بل كان ناشطاً في خدمة المجتمع، حيث كان يُعرف بحرصه على مساعدة الناس وفتح الأبواب للتنمية في المنطقة.
كما تحدث الحاج أحمد عن الأيام الأولى لعمان حين كانت عبارة عن بيوت متفرقة، وكيف كانت الحياة بسيطة ومعتمدة على الجهد الشخصي. كانت المدارس تُبنى بفضل تبرعات الأهالي، وكان التعليم شحيحاً، ولكن العائلات الأردنية أصرت على تعليم أبنائها ليكونوا جزءاً من نهضة البلاد.
في حديثه عن علاقاته بالقيادات والشخصيات التاريخية، أشار الحاج أحمد إلى صداقاته الطويلة مع عدد من الشخصيات الوطنية التي كان لها دور كبير في مسيرة الأردن، مثل المغفور له الحسين بن طلال، والملك عبد الله الأول، وعاكف الفايز. تحدث عن لقاءاته الشخصية معهم، وخصوصاً الملك الحسين، الذي كان يُعرف بتواضعه وقربه من أبناء شعبه.
ولا ينسى الحاج أحمد دور المرأة في المجتمع الأردني آنذاك، حيث استذكر كيف كانت النساء الأردنيات يشاركن في الأعمال الزراعية والصناعية، ويعملن جنباً إلى جنب مع الرجال في بناء المجتمع.
في نهاية اللقاء، عبّر الحاج أحمد نزال العرموطي عن أمله في أن تظل الأجيال القادمة على دراية بتاريخ الأردن العظيم، وتستمر في السير على نهج التضحية والبناء الذي أسسه الأوائل، ليبقى الأردن دائماً قوياً ومتقدماً.