ترجل الفارس البدوي الشجاع، القائد العسكري المقدم الركن معاذ خميس فرج الدماني الحويطات، رافعًا رأسه كمن يودع الحياة بفخر وكرامة. غادرنا وهو يردد بصوت ملؤه الإيمان: "أنا لا أخاف الموت، بل أتمناه شرفًا في سبيل وطني الغالي وقيادته الهاشمية المطهرة". رحل قائد كتيبة المهمات الخاصة، بعد أن ترك وراءه أثرًا لا يمحى في قلوب جنوده ورفاقه، وعزًا على القوات المسلحة الأردنية وأجهزتها الأمنية.
كان الشهيد البطل معاذ الحويطات رمزًا للخبرة والكفاءة العسكرية، رجلًا لا يعرف التراجع ولا يهاب التحديات. نشأ في أحضان البادية الصافية، وتعلم منها قيم الشجاعة والوفاء، ليصبح واحدًا من أبرز قادة الجيش الأردني. خريج جامعة مؤتة، حيث حاز على "سيف الشرف" من يد الملك عبد الله الثاني، تقديرًا لتميزه وإخلاصه.
عندما دعت الحاجة، لم يتردد الشهيد معاذ في التقدم نحو الصفوف الأمامية لمواجهة الإرهاب والتطرف. كان قائدًا لا يتخلف عن جنوده، فاستشهد وهو يقود عملية بطولية في السلط للقضاء على الخوارج. بكت عليه المدن والقرى والبوادي، ونعته القلوب بحرقة، فهو أعز من كل نعي وأغلى من كل دمع.
رحم الله الشهيد البطل معاذ الحويطات، وأسكنه فسيح جناته، وظلت ذكراه نبراسًا للبطولة والشجاعة.