في مشهد مؤثر يكسوه الحزن والأسى، شيعت عشيرتا الجبور والزبيد طالبتين من جامعتين، انتقلتا إلى رحمة الله إثر حادث سير أليم نجم عن إهمال شخص غير مسؤول عن سلامة الطريق. الحادث، الذي وقع على طريق الموقر، خلف جرحًا عميقًا في قلوب الأهل والمجتمع، حيث فُقدت الطالبتان وهما في مقتبل العمر، حاملتين أحلامًا وطموحات لم تتحقق.
التشييع الذي حضره مئات من أفراد العشيرتين، شهد دموعًا وألمًا لا يُحتمل، فيما وقف الجميع في صمت محزون أمام فداحة الخسارة. الحاج لافي الجبور، أحد وجهاء العشيرة، عبّر بمرارة عن هذا المصاب الجلل، مؤكدًا التزام أبناء العشيرة بالتعليمات المرورية، وداعيًا إلى ضرورة تعزيز السلامة على الطرقات، خاصة في المناطق الحيوية مثل طريق الموقر الذي شهد العديد من الحوادث القاتلة.
وقال الحاج لافي: "هذه الفاجعة لا تمس العائلة فقط، بل تمس كل فرد في المجتمع. الطالبتان كانتا رمزًا للأمل والعلم، ورحيلهما بهذه الطريقة هو جرح لا يندمل". وأضاف أن هذه الحادثة يجب أن تكون ناقوس خطر يدعو الجميع لتحمل مسؤولياتهم على الطرقات، مشددًا على ضرورة المحاسبة الصارمة لكل من يستهتر بحياة الناس.
وأكد العقيد الركن المتقاعد فهد الشيحان الجبور في تصريح خاص لنيروز الإخبارية أن "هذا الشارع يحتاج إلى مطبات وجسور لتفادي الحوادث، فهو شارع دولي يشهد حركة مرور كثيفة". وأوضح أن "مئات الطلاب يستخدمون هذا الطريق يوميًا للذهاب إلى الجامعات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامتهم".
من جهتها، عبرت عشيرة الزبيد عن غضبها من تكرار الحوادث على هذا الطريق، مطالبة بتحسين البنية التحتية وتكثيف الرقابة على المخالفين، مؤكدين أن استمرار هذه الحوادث يعني استمرار الفقدان والدموع.
وفي نهاية مراسم التشييع، دعا الحضور أن يتغمد الله الفقيدتين بواسع رحمته، وأن يمنح ذويهما الصبر والسلوان، معربين عن أملهم أن تكون هذه الحادثة الأخيرة التي تسبب مثل هذا الألم الكبير، وأن يُتخذ ما يلزم لضمان سلامة المواطنين على الطرقات في المستقبل.