مع انتشار منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، وسناب شات، تغيرت أنماط التواصل الاجتماعي بين الشباب وأصبحت العلاقات أكثر سطحية وقائمة على التفاعلات الرقمية بدلاً من التفاعلات الشخصية وكما أن مفهوم "الصداقة” قد تغير، حيث أصبح بالإمكان تكوين صداقات رقمية قد تكون غير عميقة أو حقيقية.
تأثير السوشيال ميديا على القيم المجتمعية:
1. العولمة الثقافية: واحدة من أبرز التغيرات التي جلبتها السوشيال ميديا هي العولمة الثقافية وأصبح الشباب يتعرضون لمحتويات وثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم وهذه العولمة الثقافية جعلت الشباب أكثر انفتاحاً على التغيير والتنوع، ولكنها أيضاً قد تكون سبباً في تضاؤل الروابط الثقافية المحلية.
2. الهوية الذاتية: عبر منصات التواصل الاجتماعي، يقوم الشباب ببناء وتشكيل هوياتهم الذاتية ومن خلال مشاركة الصور والأفكار والمواقف، يتم تشكيل هوية رقمية قد تختلف أحيانًا عن الهوية الواقعية وهذا يمكن أن يؤدي إلى ضغوط نفسية، حيث يسعى الشباب لتحقيق معايير غير واقعية للجمال أو النجاح التي تروجها هذه المنصات.
3. القيم المتعلقة بالتواصل الاجتماعي: مع انتشار منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، وسناب شات، تغيرت أنماط التواصل الاجتماعي بين الشباب وأصبحت العلاقات أكثر سطحية وقائمة على التفاعلات الرقمية بدلاً من التفاعلات الشخصية. كما أن مفهوم "الصداقة” قد تغير، حيث أصبح بالإمكان تكوين صداقات رقمية قد تكون غير عميقة أو حقيقية.
4. القيم الأخلاقية والخصوصية: الخصوصية أصبحت قضية معقدة في عصر السوشيال ميديا والشباب غالبًا ما يشاركون معلومات شخصية وصورًا دون التفكير في العواقب الطويلة الأمد، ومع التزايد في استخدام البيانات الشخصية لأغراض تجارية، بدأت تثار أسئلة حول حماية الخصوصية وكيفية استخدامها في المستقبل.
5. قيم الاستهلاك والتأثير المادي: السوشيال ميديا تشجع على الاستهلاك عبر الترويج المستمر للمنتجات والموضة والمؤثرون الرقميون يلعبون دورًا كبيرًا في توجيه الشباب نحو أنماط استهلاكية محددة، مما يعزز قيم مادية ويضع معايير جديدة للنجاح تعتمد على امتلاك السلع الفاخرة والظهور بالمظهر المثالي.
6. تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية: تؤثر السوشيال ميديا على الصحة النفسية من خلال زيادة معدلات القلق والاكتئاب، خاصة بسبب المقارنة والإحساس بالعزلة كما قد تساهم في تقليل جودة النوم وزيادة الضغط النفسي بسبب العرض المستمر للمحتوى المثير.
إيجابيات وتأثيرات إيجابية:
بالرغم من التحديات، هناك أيضاً جوانب إيجابية لتأثير السوشيال ميديا على قيم الشباب:
1. التوعية المجتمعية والسياسية: تتيح منصات السوشيال ميديا للشباب الوصول إلى معلومات ومواضيع متعددة تشمل قضايا حقوق الإنسان، المناخ، والمساواة وهذه المعلومات تساعد في تشكيل قيم أكثر وعياً وارتباطاً بالمجتمع العالمي.
2. التواصل والتعبير عن الذات: تُمكن السوشيال ميديا الشباب من التعبير عن آرائهم وأفكارهم بشكل علني ومباشر، كما أنها توفر منصة للتواصل مع مجتمعات تشاركهم نفس الاهتمامات، سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
3. التعليم وتنمية المهارات: تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للشباب الوصول إلى فرص تعليمية متنوعة مثل الدورات المجانية والمحتويات التعليمية التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم المهنية والشخصية.
التحديات والمخاطر:
1. التأثير النفسي: أحد أكبر التحديات هو التأثير السلبي للسوشيال ميديا على الصحة النفسية للشباب والضغط المستمر للظهور بمظهر معين أو تحقيق النجاح الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب.
2. فقدان الخصوصية: مع الاستخدام الواسع للسوشيال ميديا، أصبح من السهل الوصول إلى معلومات شخصية عن الأفراد وقد يؤدي ذلك إلى انتهاكات للخصوصية وصعوبات في التحكم بالهوية الرقمية.
3. انتشار المعلومات المغلوطة: واحدة من أكبر المخاطر هي انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة وهذه الظاهرة قد تؤثر على قيم الشباب فيما يتعلق بالمصداقية والثقة في المعلومات التي يتلقونها
كيفية التعامل مع التغيرات:
1. التربية الإعلامية: من الضروري تعزيز الوعي الإعلامي لدى الشباب، حيث يتم تعليمهم كيفية تقييم المعلومات التي يواجهونها والتعامل معها بوعي نقدي.
2. تعزيز العلاقات الواقعية: يجب على المجتمع تشجيع الشباب على التفاعل الاجتماعي الحقيقي وتعزيز العلاقات الشخصية بدلاً من الاعتماد على التفاعلات الرقمية فقط.
3. ضبط استخدام السوشيال ميديا: من المهم تنظيم أوقات استخدام السوشيال ميديا وتوجيه الشباب نحو استخدامها بطريقة متوازنة، بحيث لا تؤثر سلبًا على حياتهم اليومية أو قيمهم المجتمعية.
الخاتمة:
تغيرت القيم المجتمعية للشباب في عصر السوشيال ميديا بشكل كبير، مع إيجابيات وسلبيات ترافق هذا التحول وبينما توفر هذه المنصات فرصًا للتواصل والتعلم، فإنها تشكل أيضًا تحديات جديدة تتعلق بالصحة النفسية والخصوصية والقيم الأخلاقية ويتطلب التكيف مع هذه التغيرات توجيهًا مجتمعيًا واعيًا وتعليمًا مستمرًا للشباب حول كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل متوازن ومسؤول.