تمرّ بنا الحياة أحيانًا بمواقف تختبر صبرنا وقدرتنا على التعامل مع الضغوط، ومن بين هذه المواقف، حوادث السير التي تكون صادمة حتى وإن كانت بسيطة. اليوم، كنت في موقف كهذا، حيث شاء القدر أن أتعرض لحادث سير مع سيارة أخرى، ورغم أن الأضرار كانت في السيارات فقط، إلا أن هذا لم يمنع الشعور بالقهر والتوتر من الانتظار وإجراءات إدارة السير.
كنت أتابع الأمر بعصبية، وأجريت عدة مكالمات بإحساسٍ متزايد من الانزعاج والغضب بسبب تأخّر الإجراءات، ولكن المفاجأة جاءت من حيث لا أحتسب. عندما حضر رجال السير، بدلاً من تجاهل حالة التوتر التي كنت عليها، قابلوني بوجهٍ مبتسم وتفهم واحتواء فائق، ليجعلوا من التجربة الصعبة موقفًا ألطف.
ورغم أن الموقف لم يكن سهلاً، إلا أن تعاملهم الرفيع وأسلوبهم الهادئ جعلني أراجع نفسي وأدرك أن غضبي كان مبالغًا فيه. هؤلاء الرجال يعملون في ميدان مليء بالتحديات، ويواجهون حالات مشابهة، بل وأصعب، بشكل يومي. ومع ذلك، استطاعوا باحترافيتهم العالية وابتسامتهم الدائمة أن يتركوا أثرًا طيبًا في نفسي.
إن هذا التقدير والشكر الذي أوجهه لمرتبات إدارة السير هو رسالة امتنان لكل رجل أمن يحمل عبء الطريق بصدق وتفانٍ. ورغم كل الضغوط التي قد يواجهونها، تجدهم جاهزين ليقدموا المساعدة بابتسامة وتفهم. فهؤلاء هم أبطال على الطريق، يستحقون منا كل التقدير والاحترام، ويثبتون يومًا بعد يوم أنهم ليسوا فقط حُماة للنظام، بل أيضًا حُماة لمشاعر الناس وأرواحهم.