توفي التابعي الجليل محمد ابن سيرين في الثامن أو التاسع من شوال سنة 110 من الهجرة، بعد وفاة الحسن البصري بمائة يوم.
وقد كان فقيها ورعا، معروف بالفضل، لكنه كان أعلم الناس بتفسير الرؤى والمنامات، وله في ذلك عجائب وغرائب.
جاءه رجل أنه رأى رجلا واقفا وسط " مزبلة" عريانا، وهو يقرع الطبول.
فقال له ابن سيرين: هذه الرؤيا لا تصلح إلا للحسن البصري، وذلك أن وقوفه في المزبلة فهي الدنيا، ووقوفه عريانا، فهو تجرده منها، أما قرعه للطبول، فهي المواعظ التي يعظ الناس بها.
وجاءه رجل آخر فال له : إني رأيت أني أصبّ الزيت لى الزيتون، فقال له : فتش عن أصل زوجتك، ففتش عنها فوجدها أمه، وذلك أنه وقع في الأسر صغيرا، ولما كبر اشترى أمه وهو لا يعلمها فتزوجها.
وجاءه رجل فقال : إني رأيت الديك يلتقط الحبوب على سطح منزلي، قال له إذا سرق مالك أو دارك فأخبرني، فسرق داره، فجاءه، فقال له: فتشوا بيت المؤذن، ففتشوه ، فوجدوا متاع الرجل عنده.
وقال آخر في منام رآه: إني رأيت الحمام يلتقط الياسمين، قال له ابن سيرين: إن صحّت رؤياك فقد مات علماء البصرة، فجاءه خبر الحسن البصري.
وقد كان بينه وبين الحسن البسري كلام ووحشة ، كما هو مشهور بين الأقران، ومات ابن سيرين بعده بمائة يوم، رحمهما الله .