في عالم الإعلام المتغير بسرعة، تعد الإعلامية فيروز مبيضين واحدة من الأسماء اللامعة التي لعبت دوراً بارزاً في تطور الإعلام الأردني. بدأت مسيرتها الإعلامية بعد تخرجها من جامعة اليرموك، حيث عملت في صحيفة "صوت الشعب"، وتعلمت أهمية العمل الميداني والمتابعة الدقيقة لقضايا المجتمع. وبعد سنوات من العمل الصحفي والإعلامي، انتقلت إلى وزارة الزراعة حيث اكتسبت خبرة في الشؤون الإدارية والالتزام بالقوانين.
وفي عام 2000، بدأت مبيضين رحلتها مع وكالة الأنباء الأردنية، حيث كانت الشرف في العمل بهذه المؤسسة الوطنية العريقة التي أتاحتها لها فرصة التطور المستمر. من خلال هذه المؤسسة، تمكنت مبيضين من مواكبة التطور التكنولوجي، حيث كانت وكالة الأنباء الأردنية واحدة من أولى المؤسسات الإعلامية التي اعتمدت الإنترنت كوسيلة لتوزيع الأخبار.
في حديثها عن تأثير التكنولوجيا الحديثة على الصحافة، أكدت مبيضين على ضرورة التطوير المستمر في هذا المجال، مشيرة إلى أن الصحافة يجب أن تواكب التقنيات الحديثة لتظل قادرة على التفاعل مع الجمهور بشكل فعال.
وفي ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم، والتي أصبحت تشمل الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام الرقمية، أكدت مبيضين أن الصحافة التقليدية لا يمكنها أن تبقى ثابتة في وجه هذا التطور السريع. وأشارت إلى أن وكالة الأنباء الأردنية كانت دائماً في طليعة المؤسسات التي تبنت التحديث، حيث قدمت لأول مرة موقعها الإلكتروني في عام 1996، وهو ما مهد الطريق لتطورات تقنية لاحقة شملت تقديم الأخبار عبر الإنترنت واستخدام الحاسوب بشكل مباشر.
كما تحدثت مبيضين عن التحديات التي تواجه الصحافة في العصر الرقمي، معتبرة أن القدرة على التكيف مع أدوات التكنولوجيا الحديثة أصبحت شرطاً أساسياً لاستمرار المؤسسة الإعلامية في المنافسة. وأوضحت أن التكنولوجيا لم تقتصر فقط على تغيير شكل الوسائل الإعلامية، بل أيضاً على طريقة التفكير في كيفية إيصال المعلومة وتحليلها بشكل أسرع وأكثر دقة.
وتابعت مبيضين بالقول إن الصحافة اليوم تتطلب من الصحفيين أن يكونوا أكثر مرونة، وأن يتعلموا استخدام الأدوات الرقمية المختلفة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي لضمان استمرارية التأثير والتفاعل مع الجمهور. ورغم التحديات، أكدت أن هناك أمل كبير في أن تظل الصحافة الأردنية رائدة في تقديم الأخبار والمحتوى الإعلامي الموثوق، من خلال التأهيل المستمر للعاملين في هذا القطاع وتوفير بيئة تدعم الإبداع والابتكار.
في ختام حديثها، دعت مبيضين إلى ضرورة الحفاظ على القيم المهنية والأخلاقية في الصحافة، مشيرة إلى أن الإعلام يجب أن يكون أداة لتوجيه الرأي العام نحو المصلحة العامة، بعيدا عن الانحرافات التي قد تطرأ نتيجة للضغوطات السياسية أو الاقتصادية. وأكدت أن وكالة الأنباء الأردنية، بما تحمله من إرث تاريخي وقيم عميقة، ستظل دوماً في الصفوف الأمامية لتحقيق هذا الهدف.