في مثل هذا اليوم قبل خمسة وعشرين عاماً، ودع الأردنيون قائدهم العظيم، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه. كان يوم السابع من فبراير عام 1999 يوماً محفوراً في ذاكرة الوطن، يوم انهمرت فيه دموع الحزن على قائد أحبّه شعبه وأحب وطنه.
لم يكن الحسين مجرد ملك؛ بل كان أباً وقائداً ملهمًا زرع في قلوب الأردنيين حب الوطن والانتماء والولاء للعرش الهاشمي. إنجازاته لا تزال شاهدة على حكمه الاستثنائي، حيث قاد الأردن بثبات وحكمة خلال عقود مليئة بالتحديات، وأسس لبناء دولة قوية ومزدهرة.
كلماته وأفعاله لا تزال حاضرة في وجدان كل أردني، تُلهم الأجيال حب الوطن والإخلاص له. على الرغم من رحيله، بقي الحسين في قلوبنا، نبراساً يضيء دروبنا، وقائداً لا يغيب عن ذاكرة الوطن.
في ذكرى رحيله، نستذكر إنجازاته العظيمة، ونرفع أكف الدعاء له بالرحمة والمغفرة، ونجدد العهد على السير على نهجه في حب الوطن والإخلاص له.
لقد ترك الملك الحسين إرثًا لا يُنسى من القيم والمبادئ التي شكلت الهوية الأردنية الحديثة. تحت قيادته، تحقق الاستقلال وترسخت السيادة، وتوسعت مؤسسات الدولة لتصبح نموذجًا يحتذى به في المنطقة. كان الحسين صوت العقل والحكمة في عالم مضطرب، حيث عمل بلا كلل من أجل السلام والاستقرار، ليس فقط للأردن، بل للمنطقة بأسرها.
لقد آمن الحسين بالشباب واعتبرهم أمل المستقبل، وكان دائم الحرص على تمكينهم من أجل بناء أردن قوي وقادر على مواجهة التحديات. كما كان قريبًا من شعبه، يسمعهم ويعيش همومهم، ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، مما جعله قائدًا استثنائيًا في نظر الجميع.
إن ذكرى رحيل الملك الحسين ليست مجرد محطة حزن، بل هي فرصة لاستلهام العبر من مسيرته الحافلة بالعطاء، وللتأكيد على تمسكنا بالقيم التي غرسها فينا.
رحم الله الحسين بن طلال، وأسكنه فسيح جناته. سيبقى حيًا في قلوبنا وذاكرتنا، رمزا للوفاء والإخلاص، وملهمًا للأجيال القادمة للسير على خطاه في حب الوطن وخدمة شعبه.