لو كانت نتائج الفوز في كرة القدم تتحقق بالتهريج الكلامي والإعلامي، لكان العرب، ومنهم الأردن في تأهل دائم لكأس العالم عن مقاعد قارتي آسيا وأفريقيا.ولكنها مصر والمغرب والجزائر وتونس والكويت والسعودية والعراق والإمارات، فقط، هي التي وصلت من بين ٢٢ دولة، وفي بطولات متفرقة وتقترب الى عمر قرن من الزمان
ومن هذه الدول غابت بعض منتخباتها سنوات طويلة، ومنها لم تعد، إلى أن جاءت قطر بتنظيم بطولة ٢٠٢٢ ليشارك فيها منتخبها، ومع ذلك خرج من الدور الأول، ولحق به منتخبا السعودية وتونس خبراتهما الطويلة، قبل أن يكون المنتخب المغربي،الحصان الأسود، ويصل كأول منتخب عربي إلى النصف النهائي، ويغادر.
الإدارات العربية في جناحيها الآسيوي والأفريقي، ومعها الجماهير من المحيط إلى الخليج، اعتادت على أن تكون مشاركات منتخبات دولها بالتصفيات لهذا الحدث العالمي، "معارك كلامية طاحنة" حتى لو كان المشاركون أشقاء وجيراناً وبينهم نسب، لا بل، سرعان ما "ندوس" على رابطة القربى والدم واللغة، عند أول لقاء يجمع أي منتخبين شقيقين، حيث التجييش في وسائل الإعلام والشارع والمنزل.
وحتى لا نفتح دفاتر قديمة، بما جرى قبل عقود، وما يزال يجري بين الجماهير العربية حالياً، نقول لهؤلاء رياضيين وإعلاميين وسياسيين ونخبة وعامة الشعوب العربية: أين الثقافة الرياضية لدينا؟
ما هي إنجازات منتخباتنا مقارنة، بمنتخبات العالم، حتى نكون بهذه الصورة المؤسفة ؟
وإذا كان الإنجاز هو مجرد الوصول إلى كاس العالم، فماذا نقول للذين غدوا " أعضاء دائمين" في هذا "المجلس العالمي"؟! وحتى لا نقول أن كثيراً منهم التقوا مراراً وجهاً لوجه في نهائي بعض البطولات!.
نقيم الدنيا ولا نقعدها حتى في مباراة ودية، فتكون حرب"داحس والغبراء"، ولكن سرعان إذا ما تأهل منتخب عربي لكاس العالم، فإننا ننصّبه على العالم أجمع بالتهريج، وما ان تبدأ المشاركة وتكون النتائج مخيبة، فإننا نُكثر اللطم ونسخر منه، كما لو هو فريق حارات"، أي ثقافة هذه؟!
أما عندما تأخذنا الحماسة، فإن تناقضاتنا في توصيف اللاعب العربي، بالنجوم العالميين، تنتهي بالانقلاب عليه وأنه لا يستحق أن يكون ضمن فريق ناد مغمور!!.
وها نحن نضع أنفسنا في منازل الخبراء في التدريب والتحكيم والإدارة والإعلام وحتى اللاعب نفسه، وهو أسهل ما نقول به.
كل هذه الامور، وغيرها، لا يقوم بها إلا العرب، ولذلك سنبقى في آخر الركب.
نسيت أن اقول، بأن المنتخب العربي عادة ما يكون مُطالَباً من الجماهير بالفوز بكاس العالم، حتى لو كان المنتخب، منتخب جزر القمر ، حتى إذا ما خرج مبكراً، انقسمت جماهيرنا لتشجيع منتخبات دول أُخرى، وواصلت المناكفات بينها، وكأن " العرس" لنا.
على الصعيد الشخصي، ولا أكشف سراً، وأنا أقول إن أهزوجة للمنتخب ما تزال حبيسة في صدري منذ ٢٠١٣، لعلنا نصل إلى كأس العالم .. وما نزال نقول "عليهم يالنشامى" !