الثوب هو الزي التقليدي والأصلي لأبناء البادية، حيث يعكس تفاصيل الحياة البدوية الأصيلة وعاداتها الممتدة عبر الزمن. أما "البنطلون"، فقد كان يُطلق عليه في البادية قديماً "لبس الشيطان"، وكان منبوذاً إلى حد أن أبناء البادية كانوا يستحون من ارتدائه، حتى أن طلاب مدارس البادية في الماضي كانوا يلتزمون بارتداء الثوب كزي يومي يعبر عن هويتهم.
ثوب الرجل في البادية
ثوب الرجل البدوي يتميز بالاتساع، سواء في التصميم العام أو في الأكمام، مما يسهل أداء الوضوء والحركة اليومية. عادةً ما يكون طول الثوب إلى منتصف الساق أو فوق عظمة الكاحل (الرمانة) بقليل، ويُستخدم السير أو الحزام لتعديل طوله عند الضرورة. كما يُستخدم الثوب كوسيلة عملية لحمل المتطلبات اليومية مثل التبغ والزناد، حيث إن تصميمه التقليدي يخلو من الجيوب، ويُرتدى غالباً دون ملابس داخلية، مع إضافة العباءة التي تكمل مظهر الرجل البدوي.
ثوب المرأة البدوية
ثوب المرأة البدوية يختلف في تصميمه وتفاصيله، إذ يتم تقسيمه إلى أجزاء متعددة مثل القبة (تمتد من الكتفين إلى منطقة المحزم الخلفية)، الردان، الحجر، الجيب أو الصدر، والذيل. يتميز الجيب بضيق فتحته، وهو مصمم خصيصاً لأغراض مثل الرضاعة. يُقال في البادية "جيبك زي جيب المرضع" للتعبير عن هذه الميزة.
عادةً ما يكون ثوب المرأة أسود اللون، مزيناً بتطريزات دقيقة على القبة، الأكمام، الصدر، والذيل، وتُغطي المرأة وجهها وجسمها بالقنعة، مما يجعلها تبدو وكأنها كتلة سوداء، فلا يمكن للمارة تمييز ملامحها أو لون بشرتها. أما الفتيات والنساء المسنات، فكان لكل منهن زي مميز يعكس مرحلتهن العمرية، ويضاف إلى ذلك العباءة والبرقع.
الزي البسيط.. رمزية الهوية
الثوب لم يكن مجرد قطعة ملابس، بل كان رمزاً للهوية والثقافة في البادية. اليوم، مع التغيرات الاجتماعية، نرى أنماطاً مختلفة من الأزياء البعيدة عن الأصالة، مما يدعو للتأمل في مدى تأثير العولمة على عاداتنا وتقاليدنا.