الشهيد، ذلك النجم الذي لا ينطفئ في سماء الوطن، هو من كتب اسمه بمداد الفداء وأضاء بدمائه دروب العزة والكرامة. وبين هؤلاء الأبطال يقف الشهيد النقيب كريم الكعابنة شامخاً كنموذج للبسالة والولاء.
التحق كريم الكعابنة بالقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي بعد تخرجه من جامعة مؤتة عام 2000، حيث أظهر شغفه للتميز والانضباط. اختار خدمة الوطن من خلال العمليات الخاصة، وتفوق في دورات متعددة منها الصاعقة والمظليين ومكافحة الإرهاب، متصدراً المراكز الأولى بشخصيته القيادية.
كريم كان قائدًا لفريق مكافحة الإرهاب المائي، حيث جسد قيم الشجاعة والبذل في كل مهمة. استشهد بتاريخ 19 أكتوبر 2009 أثناء أداء واجبه الرسمي، بعد أن قام بغطس عميق في مياه العقبة، حيث وافته المنية إثر جلطة هوائية.
الشهيد كريم لم يكن مجرد ضابط؛ بل كان أباً لثلاثة أبناء (زيد، صقر، وهاشم) ورمزاً للبطولة والإخلاص. في حياته القصيرة، قدم درساً خالداً في معاني التضحية والإيثار، وسيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الوطن كقدوة للأجيال القادمة.
رحم الله الشهيد كريم الكعابنة وكل شهداء الوطن، وجعل تضحياتهم نبراساً يضيء دروب الحرية والكرامة. حفظ الله الأردن وقيادته الهاشمية، وحفظ أبناءه الذين يكرسون حياتهم لخدمة هذا الوطن العظيم.