ولد عبدالله كليب الشريدة عام 1895 في قرية تبنة التابعة لمنطقة الكورة، ليكون شاهدًا ومشاركًا في بناء الدولة الأردنية الحديثة. امتدت مسيرته المهنية والسياسية على مدى عقود، ترك خلالها بصمة واضحة في شتى المجالات، بدءًا من التعليم إلى العمل البرلماني، وصولًا إلى المناصب الوزارية.
التعليم وبداية المسيرة العملية
تلقى الشريدة تعليمه في مدرسة عنبر بدمشق، وتخرج منها عام 1914. كانت هذه المؤسسة التعليمية إحدى أبرز المدارس في تلك الفترة، حيث أسهمت في تخريج نخبة من الشخصيات العربية. بعد تخرجه، عمل أستاذًا لمدة عامين في مدرسة دير أبي سعيد، حيث لعب دورًا في تثقيف أبناء منطقته ونشر العلم.
في الجيش والعمل الوطني
انضم الشريدة إلى الجيش في زمن الحكومة الفيصلية، حيث خدم كرئيس في إحدى القطاعات، ما عكس انخراطه المبكر في القضايا الوطنية. هذا الدور أسهم في صقل مهاراته القيادية وإبراز مكانته كشخصية وطنية بارزة.
محطات بارزة في الحياة السياسية
بدأ الشريدة مسيرته السياسية بعضوية المجلس التشريعي الأردني عام 1928 واستمر في هذا الدور حتى عام 1946. خلال هذه الفترة، شارك في صياغة القوانين والتشريعات التي وضعت الأسس للدولة الأردنية. وفي عام 1951، أصبح عضوًا في مجلس النواب، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1958، ليُنتخب لاحقًا رئيسًا لمجلس النواب عام 1952، وهو منصب عكس ثقة زملائه واحترامهم لرؤيته القيادية.
كما شغل الشريدة عضوية مجلس الأعيان لمدة ثلاثة عقود (1959-1989)، حيث كان صوتًا للحكمة والخبرة في مناقشة قضايا الوطن. ولم تقتصر أدواره على المستوى المحلي، إذ كان عضوًا في مجلس الاتحاد العربي، ما عزز حضوره الإقليمي وساهم في توطيد العلاقات بين الدول العربية.
إرث خالد
عبدالله كليب الشريدة لم يكن مجرد سياسي عادي، بل كان رمزًا للعمل الوطني والمثابرة. تميز بشخصيته القيادية وإيمانه العميق بخدمة وطنه وأبناء شعبه. لقد ترك إرثًا من الإنجازات التي لا تزال محفورة في ذاكرة الوطن، خاصة في مجالات التعليم والتشريع.
رحل الشريدة عن عالمنا، لكن اسمه لا يزال يُذكر كواحد من أعلام الأردن الذين أسهموا في بناء الدولة وترسيخ قيمها.