في جلسة برلمانية أخذت طابعًا مسرحيًا بامتياز، ألقى النائب عطا الله علي الحنيطي خطابًا مليئًا بالنقد اللاذع والفكاهة السوداء، راسمًا صورة واقعية للحالة الاقتصادية والاجتماعية في الأردن.
بين الإشادة والنقد
بدأ الحنيطي خطابه بإشادة مشروطة بأداء رئيس الوزراء وبعض أعضاء حكومته، مشيرًا إلى زياراتهم الميدانية، لكنه لم يستطع مقاومة طرح تساؤل ساخر: "الزيارات هاي هدفها حل المشاكل ولا عمل فلوجات على يوتيوب؟" مؤكدًا أن ما يهم الشعب هو النتائج العملية، لا الخلفيات الأكاديمية أو الاستعراضات.
"عنق الزجاجة": من أزمة إلى نكتة
أبدع الحنيطي في تحويل مصطلحات الحكومة إلى مادة فكاهية، متناولًا وعودها بـ"القادم أجمل". وعلق بجرأة: "المواطن صار يخاف من كلمة القادم... لأنه كل مرة القادم بيجيب معه زيادة أسعار!"
كما انتقد المصطلح المتكرر "عنق الزجاجة"، مشبهًا الأزمة الاقتصادية بمرحلة يضطر فيها المواطن لبيع ممتلكاته الأساسية.
محاسبة المسؤولين والمشهد الدرامي
طالب الحنيطي بتفعيل قوانين مكافحة الفساد، متهكمًا بأسلوبه الكوميدي: "كيف صار رئيس الهيئة الفلانية بيطلع بسيارات موكب لو شافها أمير النفط بنبهر؟"
ودعا إلى محاسبة رؤساء الحكومات السابقة، مؤكدًا أن تقشف الشعب ليس مبررًا لاستمرار النفقات الحكومية غير المبررة.
الختام: رسالة للشعب والحكومة
اختتم الحنيطي خطابه برسالة قوية: "يا حكومة، الشعب الأردني مش كومبارس بمسرحيتكم، الشعب هو المخرج… وإذا ما عجبه الأداء، رح يغير الطاقم كله!"
خطاب الحنيطي، رغم طابعه الفكاهي، يعكس مطالب حقيقية وأزمات تستدعي حلولًا جدية، ويطرح تساؤلًا جوهريًا: هل تستجيب الحكومة لهذه الرسائل الواضحة، أم تكتفي بجمع التصفيق في جلساتها؟