في مثل هذا اليوم، الثامن من يناير، تمر الذكرى السنوية لرحيل الشيخ مثقال الفواز، أحد أبرز رموز البادية الشمالية والمملكة الأردنية الهاشمية عامة. رحيل الشيخ الفواز عن عالمنا في عام 2014 ترك فراغًا عميقًا في قلوب أبناء قبيلته وأبناء البادية الأردنية، الذين ظلوا يذكرون مآثره وإنجازاته في خدمة وطنه وقبيلته.
مؤسسٌ للزعامات القيمية والوطنية
الشيخ مثقال الفواز لم يكن مجرد شيخ قبيلة، بل كان رمزًا للزعامات القيمية والوطنية التي سعت إلى تعزيز مبادئ الوحدة الوطنية وحماية مصالح المجتمع الأردني بأسره. وُلد الفواز في بادية الشمال وعاش حياته في خدمتها، حيث كان حريصًا على تربية الأجيال على حب الوطن والانتماء إليه، ساعيًا إلى نشر قيم التعاون والعمل الجماعي بين أبناء القبيلة.
عُرف الشيخ مثقال الفواز بقدرته على حل النزاعات والمشاكل بين أفراد قبيلته، وكان دائمًا ما يسعى إلى نشر السلام والعدالة. وعُرف بكرمه وحكمته، حيث كان مرجعًا للعديد من القضايا التي تخص البادية الأردنية والشعب الأردني بشكل عام.
رجلٌ في خدمة الوطن
كان الشيخ مثقال الفواز رجلًا مؤمنًا بوطنه، وقد قدم العديد من الجهود في مختلف المجالات، بدءًا من تعزيز العلاقات بين أبناء القبائل الأردنية، مرورًا بالمشاركة الفاعلة في جميع القضايا الوطنية الكبرى. تميز الفواز بتمسكه بالثوابت الوطنية وكان من الأوائل الذين وقفوا إلى جانب قيادة الهاشميين في جميع مراحل تاريخ الأردن الحديث.
لم يكن دور الشيخ مثقال الفواز مقتصرًا على الجانب المحلي فقط، بل كان له بصمة كبيرة في العديد من الفعاليات الوطنية والمبادرات التي تهدف إلى تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الأردن. كما كان يسعى لتوحيد جهود أبناء البادية في مسعى لتطوير مناطقهم وحماية حقوقهم.
إرثٌ خالد
على الرغم من رحيله، فإن إرث الشيخ مثقال الفواز لا يزال حيًا في ذاكرة أبناء قبيلته وكل من عرفه. فقد ترك خلفه مدرسة في القيادة الحكيمة والقدرة على إدارة الأزمات بحنكة واقتدار. تظل سيرته العطرة مصدر إلهام للأجيال الجديدة، التي تستلهم من قيمه النبيلة حب الوطن والعمل من أجل مستقبله.
دعاءٌ بالرحمة والمغفرة
في هذه الذكرى السنوية، يتوجه أبناء قبيلة السردية، والباديه الشمالية، وكل من عاصر الشيخ مثقال الفواز بأسمى آيات الدعاء والرحمة له. سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، فقد كان شخصًا عزيزًا في قلوبهم، ورمزًا من رموز العز والكرامة. كما يتذكرون بكل فخر وإجلال حياته التي كانت مليئة بالعطاء والتفاني.
يظل الشيخ مثقال الفواز أحد أعمدة البادية الأردنية الذين سطروا تاريخًا مشرفًا لا يُنسى. وعلى الرغم من غيابه، فإن ذكراه تبقى حية في قلوب كل من عرفه، وستظل إنجازاته وقيمه موروثًا عزيزًا عبر الأجيال، مرشدًا للأجيال القادمة نحو بناء وطن قوي ومتين. رحم الله الشيخ مثقال الفواز، وأسكنه فسيح جناته، وجعل أعماله الخيرة في ميزان حسناته.