إلى الأستاذ خليل الحية، أحد رموز القضية الفلسطينية وقيادي بارز في حركة حماس، أكتب إليك هذه الرسالة بصفتي خليل سند الجبور، مواطناً أردنياً تشرفت بالمشاركة في جهود دعم قطاع غزة، شاهداً على الدور العظيم الذي لعبه الأردن، قيادةً وشعباً، في الوقوف إلى جانب فلسطين وقضيتها العادلة.
الأردن.. عطاء لا ينضب
منذ تأسيس الدولة الأردنية، كان الجيش العربي حاضراً بروحه النبيلة في نصرة القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فالجيش الأردني لم يتأسس كغيره بعد الدولة، بل تأسس معها، وكان ولا يزال درعاً للوطن وسيفاً للأمة.
بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني، شكّل الأردن نموذجاً يحتذى في تقديم العون لقطاع غزة .أساطيل من الطائرات العسكرية نقلت المساعدات، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لم تترك تفصيلاً إلا وأولته الاهتمام، وصولاً إلى التأكد من جودة المواد الغذائية وصلاحيتها قبل إرسالها.
شهادات على الكرم الأردني والغزيّ
لقد كنت شاهداً على هذه الجهود، حيث شاركت مرتين في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات إلى غزة، ورأيت بنفسي كيف كان أهل غزة يستقبلون العون بكرم لا نظير له، يعبّر عن أصالتهم وعراقتهم.
من أبرز اللحظات التي أثرت بي عندم كنت ركن التوجية المعنوية في قطاع غزة قبل ١٢ عام كانت شهادة إحدى السيدات في غزة، التي روت لي قصتها مع المستشفى الأردني الميداني. كانت تعاني من عدم الإنجاب لمدة 14 عاماً، وبفضل الله ثم الفحوصات التي أجراها لها الطاقم الطبي الأردني، رزقت بطفل أسمته عبد الله، تيمناً بجلالة الملك عبد الله الثاني. هذه القصة تختصر روح الإنسانية التي تجمع الأردن بفلسطين.
المستشفيات الأردنية في غزة: منارة أمل
لم تقتصر جهود الأردن على المساعدات الغذائية والإنسانية، بل تعدتها إلى توفير الرعاية الصحية من خلال المستشفيات الميدانية المنتشرة في القطاع، والتي قدمت خدمات طبية متكاملة للأهالي. كان لهذه المستشفيات دور محوري في تحسين الواقع الصحي، وجعلت من الدعم الأردني أكثر قرباً من قلوب أهل غزة.
رسالة إلى خليل الحية
أستاذ خليل، هذا هو الأردن، بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي وجيشه العربي الباسل. هو الأردن الذي لم يتأخر يوماً عن نصرة غزة، ولم يدّخر جهداً في دعم أشقائه الفلسطينيين. أدعوك للعودة إلى صفحات التاريخ، حيث تجد أن الجيش الأردني تأسس كركيزة للدولة، حامياً لكرامتها ومدافعاً عن قضايا الأمة.
غزة هي أمانة في أعناقنا جميعاً، والأردن سيبقى، كما كان دائماً، سنداً لها ولشعبها الأبي.