عبد الرؤوف الروابدة، الاسم الذي ارتبط بمسيرة طويلة من العطاء والإنجازات في مختلف المجالات السياسية والإدارية والتعليمية في الأردن.
من صيدلي متميز إلى رئيس وزراء، ومن أمين عمان إلى رئيس مجلس الأعيان، الروابدة يعد نموذجاً للقائد الذي كرّس حياته لخدمة وطنه.
بداية المشوار: من الصيدلة إلى السياسة
وُلد الروابدة في 18 فبراير 1939 في مدينة الصريح بمحافظة إربد، وبدأ مسيرته العلمية بدراسة الصيدلة في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تخرج بامتياز عام 1962. لكن شغفه بخدمة المجتمع قاده إلى عالم السياسة والإدارة العامة، حيث بدأ مسيرة سياسية حافلة شغل خلالها العديد من المناصب الرفيعة.
رئيس وزراء الأردن: قيادة في فترة انتقالية
تولى الروابدة منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في 4 مارس 1999، حيث قاد الحكومة خلال فترة انتقالية مهمة في تاريخ الأردن. خلال فترة ولايته، عمل على تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، وترك إرثاً من الإصلاحات التي ساهمت في تعزيز مسيرة التنمية في البلاد.
أمين عمان: تطوير العاصمة
قبل توليه رئاسة الوزراء، شغل الروابدة منصب أمين عمان الكبرى من 1983 إلى 1989، حيث قاد جهود تطوير العاصمة الأردنية. خلال فترة ولايته، شهدت عمان تحولات كبيرة في البنية التحتية والخدمات العامة، مما ساهم في تحسين جودة الحياة لسكان العاصمة.
رئيس مجلس الأعيان: قيادة مجلس الشورى
تولى الروابدة رئاسة مجلس الأعيان من 24 أكتوبر 2013 حتى 25 أكتوبر 2015، حيث قاد المجلس خلال فترة مهمة من تاريخ الأردن. خلال فترة ولايته، عمل على تعزيز دور المجلس في التشريع والرقابة، وساهم في تعزيز الحوار الوطني حول القضايا المهمة.
إسهامات في التعليم والقطاع الخاص
إلى جانب مسيرته السياسية، ساهم الروابدة في تطوير التعليم العالي في الأردن، حيث شغل منصب رئيس هيئة المديرين في جامعة الزيتونة. كما قاد جهود تطوير صناعة الفوسفات في الأردن كرئيس لمجلس إدارة شركة الفوسفات الأردنية.
إرث الروابدة: قائد ملهم
عبد الرؤوف الروابدة يترك وراءه إرثاً من الإنجازات التي ساهمت في بناء الدولة الأردنية الحديثة.
مسيرته الطويلة والمتنوعة تعكس التزامه بخدمة الوطن وتطويره، مما جعله أحد أبرز القادة الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ الأردن.
عبد الرؤوف الروابدة لم يكن مجرد سياسي، بل كان قائداً ملهمًا كرّس حياته لخدمة وطنه. مسيرته تُذكرنا بأهمية العمل الدؤوب والإخلاص في تحقيق الأهداف الوطنية. رغم تقاعده، يبقى إرثه حياً في قلوب الأردنيين الذين ساهموا في تمكينهم وتطويرهم.