في خطوة استثنائية وقبيل مغادرته البيت الأبيض، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، عفواً شاملاً عن مستشار مكافحة وباء كورونا السابق أنتوني فاوتشي، والجنرال المتقاعد مارك ميلي، إضافة إلى أعضاء لجنة التحقيق في هجوم الكابيتول، لحمايتهم من ملاحقات سياسية قد يطلقها الرئيس العائد دونالد ترامب.

برر بايدن قراره بالقول إن الشخصيات المشمولة بالعفو "خدمت الوطن بشرف ولا ينبغي أن تصبح أهدافاً لملاحقات ذات دوافع سياسية". وأكد أن العفو جاء من باب الضمير، في ظل ما وصفه بـ"الظروف الاستثنائية".

فاوتشي كان شخصية محورية ومثيرة للجدل خلال ولاية ترامب، حيث دخل في خلافات علنية معه حول استجابة الحكومة لجائحة كورونا، ما جعله هدفاً لانتقادات من مؤيدي ترامب. أما الجنرال ميلي، فقد تعرض لانتقادات حادة بعد اتهامات ترامب له بـ"الفاشية"، واتهامه بمحاولات تقويض الديمقراطية الأمريكية. ميلي كشف سابقاً عن اتصالات سرية أجراها مع مسؤولين صينيين لطمأنتهم على استقرار الولايات المتحدة عقب أحداث الكابيتول.

علق ميلي على قرار العفو قائلاً: "لقد كان شرفاً أن أخدم هذا الوطن لأكثر من أربعة عقود، ولن أقضي ما تبقى من حياتي في مواجهة ملاحقات انتقامية غير عادلة." وأعرب عن امتنانه للدعم الذي قدمه بايدن.

يأتي هذا العفو في وقت يشهد المشهد السياسي الأمريكي توتراً متصاعداً، مع استعداد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض وإعادة ترتيب أجندته، وسط توقعات بملاحقة شخصيات بارزة على خلفية مواقفها السابقة.