رحم الله الشيخ عيد المنصور الحديد، الرجل الذي عاش شامخاً كرايات العز في سماء الوطن، وترك أثراً عميقاً في قلوب من عرفوه. كان علماً من أعلام عشائر بلقاوية عمان، وواحداً من أبرز شيوخها وأعيانها، جمع بين الشجاعة والحكمة، وبين الصدق والهيبة. لم يكن مجرد شيخ عشيرة، بل كان رمزاً للتوازن والحنكة في أصعب المواقف، وصوتاً للحق الذي لا يخشى إلا الله.
لقد عُرف الشيخ عيد الحديد برجاحة عقله، وسعة صدره، وحكمته في فض النزاعات وإصلاح ذات البين، مما جعله مرجعاً موثوقاً يلجأ إليه الكبير والصغير. كان صاحب مواقف واضحة لا تعرف التلون، ورجلاً لا يجامل على حساب الحقيقة، يقول كلمته في وجه الجميع بشجاعة نادرة وأخلاق رفيعة. لقد كان صورة حقيقية للرجل الذي يفرض احترامه على الجميع بحسن سيرته وعدالة أحكامه ونقاء سريرته.
كان الشيخ عيد الحديد محبوباً من الناس، ليس فقط لأنه رجل شجاع وصادق، بل لأنه كان أيضاً مثالاً للعطاء والنخوة. كان قلبه كبيراً يتسع للجميع، وكان يسعى دوماً لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر، لا لغاية شخصية، بل لأن الإصلاح كان جزءاً أصيلاً من شخصيته.
نحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى رجالٍ مثله، رجال يتمتعون بالصدق والعدل والحكمة، رجال يقولون الحق ويثبتون عليه مهما كانت الظروف. فقدان الشيخ عيد الحديد هو خسارة عظيمة، لكن إرثه سيبقى شاهداً على عظمته، وسيرته ستظل نبراساً نهتدي به.
نسأل الله العظيم أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يجزيه عن أفعاله النبيلة خير الجزاء، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. كما نسأله أن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. رحمك الله يا أبا عواد، وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.