عندما يُعلن عن زيارة سيد البلاد، يعم الفرح كل زاوية من زوايا الوطن. لا يمكن للكلمات أن تعبّر عن المشاعر التي تغمر القلب، ولا عن الابتسامات التي تضيء الوجوه. الزيارة ليست مجرد حدث عابر، بل هي رسالة عميقة من قائد كريم، يتنقل بين أبناء شعبه كما لو كان بينهم، يشعر بما يشعرون، ويأمل لما يأملون.
وفي لحظة وصوله، يصبح المكان أكثر إشراقًا. الوجوه تتلألأ بالأمل، والعيون تفيض بالفخر. الجميع ينتظر، لا ليتلقوا كلمات من زعيمهم، بل ليشهدوا من قرب كيف يتجسد التواضع في أسمى معانيه. هو لم يأتِ ليتفضل عليهم، بل جاء ليروي عطشهم للأمل، ليبعث فيهم الإيمان بأنهم جزء من مشروع نهضوي مستمر، وأنه، رغم كل التحديات، يظل قريبًا منهم، يحارب لأجلهم.
عندما نراه بينهم، لا يفرقهم شيء عن غيرهم. يبتسم، يعانق، يشارك، يسمع من كل فرد فيهم. قد تكون تلك الابتسامة هي شفاء لجروح، أو كلمة دعم تعيد الثقة بالنفس. هو القائد الذي لا يكتفي بالكلمات، بل يثبت بحضوره أن القيادة الحقيقية هي في التجرد من كل مظاهر الكبرياء، في الاستماع للقلب قبل الأذن، وفي العمل بلا توقف لتحقيق الرفاه لشعبه.
وفي دير علا، كما في باقي الأماكن التي تطأها قدمه، تصبح الزيارة أكثر من مجرد لقاء؛ إنها وعد، وعد بأن جلالة الملك سيظل مع شعبه، يسير معهم في طريق طويل نحو التقدم. هذه الزيارة لا هي فقط زيارة ملك لشعبه، بل هي شهادة على إصرار هذا الشعب على النمو والتطور تحت القيادة الحكيمة لجلالته.
الحب، الفخر، والانتماء يتجسدون في تلك اللحظات التي يعانق فيها الملك أبناء وطنه. إنها لحظات لا تُنسى، تظل محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة.