من ينظر بعين ثاقبة إلى التصريحات الأخيرة لأعداء الأمة العربية، بدءًا من تصريحات سموتريتش الحاقد إلى تغريدات ترامب الأخيرة العابثة، يدرك بوضوح نوايا العدو. فبحسب رؤية نتنياهو، لا مكان لا لـ"حماسستان" ولا لـ"فتحستان"، وهو المبدأ الذي يُطبَّق عند التعامل مع كل العرب شعوبا وقادة من الخليج إلى المحيط، وفقًا لأولويات زمنية وحاجات سياسية ملحّة.
وخير دليل على ذلك، أن كُلًّا من الأردن ومصر، وهما الدولتان المرتبطتان باتفاقيات سلام مع العدو، يقودهما زعيمان من أكثر قادة العالم التزامًا بالسلام والاردن قاد قوات السلام الدولية على مساحة القارات الخمس، ويقفان على أطول وأخطر خطوط التماس مع العدو، والتي تشهد أعلى مستويات الهدوء، فإن العدو، بفائض القوة الذي يمتلكه، لا يتورع عن زعزعة أمن البلدين والتلاعب بأوضاع المنطقة. كل ذلك في سعيه لإعادة صياغة الشرق الأوسط وفق رؤيته الاستعمارية التي توافقت مع سياسات ترامب، طامحًا إلى شرقٍ خالٍ من الأعداء.
لكنهم يتناسون أن وحشية مجازرهم التي تجاوزت كل القيم والأعراف الإنسانية تزرع حقدًا لن تمحوه السنون، ولن تنسيه الليالي والأيام، وكما قال الشاعر الشعبي :
"لا تنتظر دفلا تتحلَّى أثمارُهُ ** وما كان يومً البومِ صوته شاجي"
لقاء ترامب نتنياهو الليله يفصح عن ما سيحصل في قادم الأيام من خيار استرجاع للاسرى وبعدها الحرب، واقول لغزة العزة خياركم التفاوض والمراوغة ولكن لا تحققوا غايتهم بتسليمهم ما يريدون الا بضمانات لا تقبل التحريف والتبديل، وتزودوا قدر استطاعتكم بعوامل البقاء والصمود ولتبقى الجاهزية على اتمها ، فالحرب آتية لا محالة. قد يخسر العرب بعض المعارك، لكنهم لن يخسروا الحرب،. (ولله الأمر من قبل ومن بعد) وصدق الله وكذب المستكبرون.