في قلب البيت الأبيض و الذي يبدو أبيضاً من الخارج فقط و لعله يحمل كمية لا يستهان بها من السواد و حيت يتواجد الرئيس ترامب الذي يقود قطب العالم إلى منطقة تبدو القيادة فيها صعبة للغاية ذلك الرجل الذي على ما يبدو يتكلم ثم يفكر بكلامه لاحقاً ظهر الملك الهاشمي محمّر الوجه بغيرة العربي الأصيل غاضبا و لكنّه متزن بشيمة الفرسان و متسلحاً بالحكمة و الدهاء في وقتٍ بدء فيه الطرف الآخر بالكلام عن غزّة و كأنها قطعة عقار و عن الأردن و مصر و دول المنطقة و كأنها ولايات أمريكية و ليست أوطانُ مستقلّة لها كيانها و قراراتها و سياساتها و مصالحها و تمتلك شعوباً أبية تضحي بأنفسها من اجل أوطانها و فداءاً لقضايا أمتها فهو يتحدث عن نقل السكان من مكان إلى آخر و عن تخصيص قطع أراضي لملئها بالسكان و تفريغ أخرى و كانه كان نائما طوال سنة و ربع من القتل و التدمير في غزة و أهلها يتمسكون بكل شبرٍ في أرض لم يتبقى لهم فيها إلا فتاتاً من المباني و طعماً مراً للحرية و لكن شرف العربي يفرض عليه أن يموت حراً مدافعاً عن أرضه و يحرم عليه عيشاً كريماً بطعم الهزيمة الطوعية ألا و هي الاستسلام و كانهم يقولون نحن قومُ نخوض معاركنا و من ثم ننتصر و قد نهزم لكننا لا نرضى بالهزيمة كخيارٍ وحيد او يبدو ان ترامب لم يقرأ قول الشاعر :
لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ
بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
و اكمل تصريحاته أن مصر ستوافق على ما يقول بنسبة ٩٩٪ و ما هذا إلا دليل على أنه تاجر في موقع سياسي يتكلم بالنسب المئوية و بالأرقام في مصائر الشعوب و الأوطان و أكاد أُجزم أنّه لا يعلم لم ترك ما نسبته واحد بالمئة أن مصر لن توافق … هذا الكلام من هكذا سفيه لا تقابل بمثلها بالتأكيد من ملك رفيع النسب كريم الحسب هنا كان رد الملك مختصراً كما يفعل الملوك فمن كثر حديثه كثر لغطه و قال بأننا سننتظر خطة مصر و سنرد مجتمعين من الرياض و مصلحة بلدي فوق كل شيء .. هذه الكلمات البسيطة قامت بهدم جبل من الكلام للرئيس الذي يحمل كلاماً أكثر بكثير من ما يدور في مخيلته بكلماتٍ مختصرة يصعب عليه فهمها و الرد المباشر عليها و تحفظ ماء الوجه و تؤكد الموقف الأردني و العربي الرافض للتهجير جملةً و تفصيلاً و تفيد أن الصف العربي يتوحّد هذه المرة لمواجهة الغطرسة الغير مدروسة لقائد العالم كما يطلقون عليه و لكنه على ما يبدو لا يجيد القيادة بقدر ما يتحدث عن قدرته على القيادة .. و بدى ذلك واضحاً بعد أن إنتهى المؤتمر الصحفي على رفض الملك عبدالله لتصريحاته و هو لم يدرك ذلك بعد و قد تفوّق دهاء الملوك على حسابات التجّار ..