2025-03-28 - الجمعة
البحيرات يكتب :"من النظرية إلى التطبيق: تحوّل ريادة الأعمال في الأردن إلى واقع اقتصادي" nayrouz اتحاد كرة القدم يعرب عن استيائه من محاولات فئات "مضللة" إثارة النعرات بين الجماهير nayrouz " الطيب " يقرر فتح مكتبي الخدمة المستعجلة و مطار الملكة علياء الدولي خلال عطلة عيد الفطر nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 28 مارس 2025 nayrouz الدعم السريع لم يعد له وجود.. تحرير الخرطوم نقطة تحول ترسم ملامح السودان الجديد nayrouz هل تعاني من القلق؟.. انتبه لهذه الإشارات اليومية nayrouz أكثر من 3 ملايين قاصد للمسجد الحرام ليلة 27 من رمضان nayrouz عضو مجلس أعيان: مليونا مكالمة يجريها نزلاء مراكز الإصلاح سنويا nayrouz تقفز مصر إلى المركز الرابع في قائمة أكبر مصدري الزجاج للبرازيل nayrouz عشيرة الحويان تشكر الملك وولي العهد على تعازيه nayrouz ولي العهد: خلال مشاركتي رفاق السلاح مأدبة إفطار في العقبة nayrouz ولي العهد يشارك مرتبات قيادة القوة البحرية والزوارق الملكية وفريق مكافحة الإرهاب المائي مأدبة الإفطار nayrouz استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال قرب بلدة حوارة جنوب نابلس nayrouz إليكم سر غضب إسرائيل من الرئيس المصري nayrouz مفاجأة: ”منظومة ثاد الأمريكية” تحمي إسرائيل من صواريخ الحوثيين.. وقاذفات بي-2 الثقيلة تتحرك لردع إيران nayrouz يتمكن الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى تل السلطان nayrouz جامعة مؤتة تنظم إفطارًا رمضانيًا لأعضاء اتحاد الطلبة nayrouz وفاة الحاج خالد سليمان الشقاقحة ( ابو سهيل ) nayrouz تربية الوسطية تؤكد أهمية التشاركية مع المجتمع المحلي لدعم البيئة التعليمية nayrouz " حرير" تنظم أفطارًا رمضانيا في جرش nayrouz
وفيات الأردن اليوم الجمعة 28 مارس 2025 nayrouz عشيرة الحويان تشكر الملك وولي العهد على تعازيه nayrouz وفاة الحاج خالد سليمان الشقاقحة ( ابو سهيل ) nayrouz رحيل مؤيد سعد صالحة.. وداع مؤلم لشاب في ريعان الحياة nayrouz وفاة طالب الطب طارق زياد الخصاونة nayrouz وفاة الشاب محمد المساعيد إثر حادث سير بأميركا nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 27 مارس 2025 nayrouz بلدية ذيبان الجديدة تنعى الحاج موسى سليمان الحواتمه (أبو أحمد) nayrouz الذكرى الأولى لرحيل المرحومة الحاجة أم رائد النسور nayrouz وفاة الحاجة امنة مفلح الدعجان "ام جمال" أرملة الحاج صقري الخضير nayrouz والدة السفير عاهد سويدات في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 nayrouz الحاج محمد مطلق العواودة "أبو سامي" في ذمة الله nayrouz وفاة المهندس خالد احمد عوض الطراونة" ابو معتصم" nayrouz عايض حسين زايد الشموط في ذمة الله nayrouz الأردن.. وفاة طفلة و28 إصابة بحوادث على طرق خارجية nayrouz رافع سعد الصقور "أبو ماهر" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 nayrouz وفاة الشاب قيس عبد الرزاق الشرفات nayrouz الفاضلة ليلى نايف جديع الفايز "أم نايف" في ذمة الله nayrouz

أمّي والكرامة بين الحبّ والنصر

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
بقلم وجدان جهاد ابو محفوظ 


في الواحد والعشرين من آذار، يتشابكُ الحبُّ والمجدُ، وتتداخلُ رائحةُ الأرضِ برائحةِ الياسمينِ، فهذا اليومُ ليسَ مجرّدَ تاريخٍ على الروزنامةِ، بل هو قصيدةٌ من نورٍ تُكتبُ بحروفِ العطاءِ والصمودِ، ففيه تحتفلُ القلوبُ بيومِ الأمِّ، وفيه أيضًا تتوشّحُ الذكرى بألوانِ النصرِ في معركةِ الكرامةِ.

أمّي، يا من زرعتِ في روحي معنى الثباتِ، كيفَ لي أن أصفَكِ؟ أنتِ الوطنُ الأوّلُ، والخندقُ الأخيرُ، وأنتِ التي علّمتِني أنّ الكرامةَ لا تُشترى، بل تُنبتُ في القلوبِ، كما تُنبتُ السنابلُ في الأرضِ الطيّبةِ، كنتِ تقولينَ لي دائمًا: "الكرامةُ ليستْ خيارًا، بل حياةٌ"، وكأنّكِ كنتِ تروينَ لي حكايةَ الأبطالِ الذين دافعوا عن هذا الترابِ يومَ معركةِ الكرامةِ، حينَ اختلطتِ الدماءُ بالمجدِ، وحينَ أثبتَ الوطنُ أنّ الهزيمةَ ليستْ قدرًا، بل خيارًا لا نعرفُهُ.

في يومِ الأمِّ، أقبّلُ يديكِ التي حملتْني، كما تُقبّلُ الأرضُ أقدامَ الشهداءِ الذين ارتفعوا دفاعًا عن شرفِ هذا الترابِ، في يومِ الكرامةِ، أتذكّرُ كيفَ كنتِ تروينَ لي عن الأمهاتِ اللواتي ودّعنَ أبناءَهنَّ بدموعِ الفخرِ، فعدنا إليهنَّ راياتٍ منصورةً، أو أرواحًا تحلّقُ في سماءِ المجدِ.

في هذا اليومِ، أكتبُ لكِ يا أمّي، وأكتبُ للوطنِ، شكرًا لأنّكما علّمتُماني أنّ الحبَّ بلا كرامةٍ ضعفٌ، وأنّ الكرامةَ بلا حبٍّ قسوةٌ، وأنّ العزّةَ تولدُ من رحمِ الأمّهاتِ، كما يولدُ النصرُ من رحمِ الأرضِ الصابرةِ.

وكأنَّ هذا اليومَ وُجدَ ليكونَ شاهدًا على أنَّ العطاءَ لا يضيعُ، سواءٌ كانَ عطاءَ أمٍّ وهبتْ عمرَها لأولادِها، أو عطاءَ وطنٍ قدّمَ شبابَهُ ليحيا حرًّا، كلّما قرأتُ عن معركةِ الكرامةِ، شعرتُ أنَّ أمّهاتَ الشهداءِ هنَّ الأبطالَ الحقيقيّاتِ، فكيفَ لامرأةٍ أنْ تمسحَ دموعَها لتقولَ: "ابني لم يمتْ، بل عادَ إلى الأرضِ التي أنجبَتْهُ!"؟ أيُّ قُدرةٍ تلكَ التي تجعلُ قلبًا يحتملُ غيابَ فلذةِ كبدِهِ، ثمّ يرفعُ رأسَهُ بفخرٍ؛ لأنَّهُ رحلَ من أجلِ الكرامةِ؟

وأنتِ يا أمّي، تحملينَ في عينيكِ تلكَ القوّةَ، وإنْ لمْ تخوضي معركةً بسلاحٍ، إلّا أنَّكِ خضتِها بالصبرِ، بالتعبِ، بالسهرِ الطويلِ، وبالدعواتِ التي تشبهُ صرخاتِ الجنودِ في ساحةِ المعركةِ، أتعلمينَ؟ كنتِ دومًا تقولينَ إنَّ الأوطانَ تُبنى بعرقِ الأمهاتِ قبلَ دماءِ الأبطالِ، واليومَ أدركتُ أنَّ الكرامةَ تبدأ من حضنِ أمٍّ، قبلَ أنْ تُكتبَ على رايةِ نصرٍ.

في هذا اليومِ، يزهرُ الربيعُ، وتزهرُ معهُ الحكاياتُ، تضحكُ الأمهاتُ في صباحِ عيدِهنَّ، وتبكي السماءُ في ذكرى أولئكَ الذينَ رحلوا دفاعًا عن الوطنِ، لكنَّهُ ليسَ بكاءَ الحزنِ، بل بكاءَ الفخرِ، بكاءَ الأرضِ التي تعرفُ أنَّ أبناءَها لن يخذلوها.

أمّي، يا كرامتي الأولى، يا من علّمتِني أنَّ الانكسارَ ليسَ خيارًا، وأنَّ العزّةَ لا تُوهبُ، بل تُنتزعُ، في هذا اليومِ، أقبّلُ جبينَكِ، كما تُقبّلُ الشمسُ جباهَ الأبطالِ، وأهمسُ لكِ: كما كنتِ أمّي، كنتِ وطني أيضًا، وطني الأوّلَ... والأبقى!

وكأنّ صوتَكِ، يا أمّي، كانَ نشيدًا خفيًّا يمتزجُ بصدى المعركةِ، يبعثُ القوّةَ في الأرواحِ، كما تفعلُ كلماتُ القادةِ حينَ ينهضونَ بجيوشِهم نحوَ النصرِ، كنتِ تروينَ لي عن الرجالِ الذينَ رفضوا الانكسارَ، وكيفَ كانتِ الأرضُ تشتعلُ تحتَ أقدامِهم، لا خوفًا، بل إصرارًا على أنْ تبقى الكرامةُ رايةً لا تنحني، وكنتِ تروينَ لي أيضًا عن النساءِ اللواتي وقفنَ عندَ الأبوابِ، يرسمنَ بالصبرِ ملحمةً أخرى لا تقلُّ بطولةً عن التي خطّها المقاتلونَ في الميدانِ.

اليومَ، وأنا أكتبُ لكِ، أشعرُ أنَّ كلَّ أمٍّ هي معركةُ كرامةٍ بحدِّ ذاتِها، كلُّ واحدةٍ منهنَّ قاتلتْ بطريقتِها، بصمتِها، بتضحياتِها، حتى وإنْ لمْ تحملْ سلاحًا أو تصرخْ في الميادينِ، فأنتِ يا أمّي، حاربتِ من أجلِنا، كافحتِ في ساحةٍ أخرى، وربحتِ معركةً لم يكنْ فيها رصاصٌ، بل صبرٌ لا ينفدُ، وحبٌّ لا يضعفُ، وإرادةٌ لا تنحني.

ترى، هل كانتِ الأمهاتُ اللواتي ودّعنَ أبناءَهنَّ في معركةِ الكرامةِ يشعرنَ بما تشعرينَ بهِ حينَ تقلقينَ علينا؟ هل كنَّ يسرنَ في البيوتِ بصمتٍ، يملأنَ أماكنَ الغائبينَ بالدعواتِ، كما تفعلينَ حينَ أغيبُ عنكِ؟ هل كنَّ يحضنَّ صورَ أبنائِهنَّ كما تحضنينَني كلّما شعرتِ أنَّ العالمَ قاسٍ؟

في هذا اليومِ، لا أجدُ فرقًا بينَ عيدِ الأمِّ وذكرى النصرِ، فكلاهما يتشابهانِ في المعنى، فكما أنَّ الوطنَ بلا كرامةٍ جسدٌ بلا روحٍ، فإنَّ الحياةَ بلا أمٍّ أرضٌ بلا ربيعٍ، وكما أنَّ الشهداءَ لا يموتونَ؛ لأنَّ ذكراهم خالدةٌ، فإنَّ الأمهاتِ لا يَغِبْنَ، لأنَّ بصمتهنَّ تبقى في كلِّ قلبٍ علّمنهُ الحبَّ، وفي كلِّ نفسٍ زرعنَ فيها الإباءَ.

أمّي، يا عنواني الأوّلَ، يا أوّلَ دروسي في العزّةِ، ويا أوّلَ وطنٍ احتواني، شكرًا لأنَّكِ كنتِ دائمًا حصني وملاذي، وكرامتي التي لا تُهزمُ.