أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة وبغداد، إلى جانب مناقشة القضايا الإقليمية والدولية.

وأكد أردوغان التزام تركيا باستئصال الإرهاب نهائياً، مشيراً إلى أن عملية "تركيا خالية من الإرهاب" تُنفذ بدقة عالية، مع الحرص على مواجهة أي محاولات لتقويض هذه الجهود.

خلال المحادثة، شدد أردوغان على أن تركيا تقترب من القضاء على خطر الإرهاب، لا سيما بعد النشاط الأخير لحزب العمال الكردستاني (PKK) يوم الجمعة، والذي اعتبره مؤشراً على بدء التنظيم في التخلي عن السلاح.

وأوضح أن تركيا تسعى لتسوية القضية الكردية في سوريا والعراق بالتنسيق مع الأطراف المعنية، مؤكداً أن الإرهاب، الذي تسبب منذ عام 1984 في مقتل عشرات الآلاف وخسائر اقتصادية تقدر بتريليوني دولار، يدخل الآن مرحلة النهاية.

وأشار أردوغان إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا والعراق ساهمت في تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، موضحاً أن تركيا طورت صناعاتها الدفاعية وأسلحتها المحلية، مما مكنها من السيطرة على حدودها من خلال عمليات عابرة للحدود دون الاعتماد على الخارج. وأكد أن "مئوية تركيا" تشهد فتح صفحة جديدة خالية من الإرهاب، واصفاً هذا الإنجاز بأنه نتيجة إجراءات تاريخية وليس مساومات.

وتطرقت المحادثة إلى تعزيز العلاقات بين تركيا والعراق، مع التركيز على مشروع "طريق التنمية" الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة. وأعرب أردوغان عن حرص تركيا على استكشاف فرص التعاون في مختلف المجالات، بما يعزز الاستقرار الاقتصادي والإقليمي.

وفي كلمة ألقاها خلال "الاجتماع التشاوري والتقييمي الـ32" لحزب العدالة والتنمية في كيزيلجاهامام قرب أنقرة، أكد أردوغان أن تركيا حققت تقدماً كبيراً في مكافحة الإرهاب منذ توليه السلطة. وأشار إلى أن سياسات بلاده ركزت على التقارب مع الأكراد، مؤكداً أن الهدف هو تحقيق مصلحة البلاد والشعب الكردي على حد سواء. وأضاف أن انتهاء "حقبة الإرهاب" التي استمرت 47 عاماً يمثل انتصاراً للشعب التركي بأكمله.

يأتي هذا التركيز على مكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات مع العراق في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات سياسية وأمنية متسارعة. وتسعى تركيا من خلال هذه الجهود إلى تعزيز استقرار حدودها الجنوبية وتطوير شراكات اقتصادية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.