في لحظة فارقة بتاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. خطوةٌ اعتبرها المراقبون تحوّلاً في الموقف الغربي وإشارة إلى أن ضمير العالم بدأ يستجيب لعدالة القضية الفلسطينية.
لكن خلف هذه التطورات، لا يمكن إغفال الدور المحوري لجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي كرّس موقع الأردن ليكون الأكثر تأثيرًا في الدفاع عن فلسطين على الساحة الدولية.
قيادة ثابتة وصوت عالمي مسموع
منذ اعتلائه العرش، وضع جلالته القضية الفلسطينية على رأس أولويات الدبلوماسية الأردنية، وأكد بلا كلل في جميع المحافل أن لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط من دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. خطابات الملك أمام الأمم المتحدة والبرلمانات الأوروبية، ولقاءاته المتكررة مع قادة البيت الأبيض والكرملين والإليزيه وداوننغ ستريت، شكّلت جسرًا رسخ في وعي المجتمع الدولي أن القضية الفلسطينية ليست نزاعًا ثانويًا بل جوهر الصراع.
الوصاية الهاشمية: شرعية مضاعفة
يحمل الملك عبدالله الثاني الإرث التاريخي للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهو ما منحه قوةً أخلاقية وسياسية إضافية. عبر هذه الوصاية، أكد أن حماية هوية القدس ومقدساتها ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم بل مسؤولية عربية ودولية، الأمر الذي جعل الأردن في قلب أي نقاش يخص مستقبل المدينة.
حشد المواقف الدولية
جلالته قاد تحركات متواصلة خلال السنوات الماضية لإقناع العالم الغربي بضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقد التقى بزعماء بريطانيا وكندا وأستراليا مرارًا، مؤكدًا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس تنازلًا بل استثمارًا في الاستقرار العالمي. واليوم، حين أعلنت هذه الدول اعترافها، كان واضحًا أن الصوت الأردني لعب دورًا محوريًا في تمهيد الطريق لهذه الخطوة التاريخية.
دفاع عن الهوية الفلسطينية ورفض البدائل
لم يكتفِ الملك عبدالله الثاني بالدبلوماسية التقليدية، بل كان من أكثر القادة صراحة في رفضه لأي مشاريع بديلة أو حلول ترقيعية تتجاوز الحقوق الفلسطينية. جلالته شدّد مرارًا على أن أي محاولة لفرض الأمر الواقع أو التهجير أو تغيير هوية الأرض ستفشل، وأن المجتمع الدولي ملزم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مسعاه للحرية والاستقلال.
لحظة انتصار للدبلوماسية الأردنية
الاعتراف الغربي بدولة فلسطين يُعدّ ثمرة لرؤية ملكية صلبة استمرت عقودًا، ورسالة بأن الجهد الدبلوماسي الأردني لم يذهب هباءً. إنها لحظة انتصار للدبلوماسية الأردنية، ورسالة واضحة أن النهج الهاشمي في الدفاع عن فلسطين قادر على صناعة التغيير حتى في أصعب الظروف.
✦ بهذا الاعتراف، يتأكد مجددًا أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني هو الصوت الأكثر ثباتًا والتزامًا بعدالة القضية الفلسطينية، وأنه العمود الفقري لأي تحرك دولي جاد نحو السلام العادل والشامل.