نتيجة واحدة كفيلة بإعلان الانهيار الأخلاقي للمشروع الصهيوني في الغرب:
٤ من كل ١٠ بريطانيين مستعدون لقطع صداقتهم مع شخص يدعم إسرائيل.
هذه ليست مجرد أرقام، بل زلزال أخلاقي وسياسي يضرب قلب أوروبا، ويكشف أن الرواية الصهيونية لم تعد مقنعة حتى لدى الشعوب التي صُمِّم الوعي العام فيها على مدار عقود ليكون "صديقًا لإسرائيل”.
1. ماذا يعني أن يقطع الناس صداقاتهم بسبب فلسطين؟
في بريطانيا — التي كانت الرحم التاريخي لوعد بلفور — أصبح دعم إسرائيل عارًا اجتماعيًا، ثقيلًا لدرجة أنه يهدد أحد أعمق الروابط الإنسانية: الصداقة.
المسألة لم تعد "خلافًا سياسيًا”، بل اختبارًا أخلاقيًا:
هل تقف مع شعب يُذبح؟
أم مع دولة تقتل يوميًا ولا تعترف بالقانون الدولي؟
الغرب — لأول مرة منذ ٧٥ عامًا — يُواجه نفسه.
2. دعم إسرائيل أصبح عبئًا اجتماعيًا لا يتحمله الناس
هذا الاستعداد لقطع العلاقات يعني أن الانحياز لإسرائيل انتقل من كونه "رأيًا سياسيًا” إلى كونه سلوكًا لا أخلاقيًا يهدد صورة الشخص بين أصدقائه ومجتمعه.
تمامًا كما حدث مع من يدافعون عن نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقًا…
اليوم المدافع عن إسرائيل يُعامل بالعين نفسها:
عين الشك، والرفض، والاشمئزاز الأخلاقي.
3. بريطانيا تنفصل عن نخبتها الحاكمة
النخبة السياسية البريطانية تواصل دعم إسرائيل بلا خجل…
لكن الشارع ـ حسب الاستطلاع ـ ذهب في اتجاه آخر:
الشارع يرى الضحية ويرى الجلاد.
بينما الحكومة ترى الصفقات والتحالفات.
وهذا الانفصال بين الشعب والحكومة هو بذرة تغير سياسي أكبر بكثير مما يبدو.
4. الرأي العام الغربي لم يعد يشتري البضاعة الصهيونية
الإعلام العبري يعترف في تقاريره أن صورة إسرائيل "انكسرت” في الغرب بعد غزة.
والسبب بسيط:
لا يوجد خطاب دعائي قادر على تبرير جثث الأطفال.
هذه الحقيقة تغزو وجدان الأوروبيين يومًا بعد يوم…
والاستطلاع البريطاني مجرد مؤشر واحد من مؤشرات كثيرة ستتسع لاحقًا.
5. القادم أخطر: تحوّل الوعي = تحوّل السياسة مستقبلاً
حين يتحول "دعم إسرائيل” إلى خطر اجتماعي على الفرد…
فهذا يعني أن السلوك السياسي سيُعاد تشكيله لاحقًا:
الناخب لن يقبل سياسيًا يصفق للمجازر.
الحزب الذي يدعم إسرائيل سيدفع ثمنًا شعبيًا.
والجيل الشاب — الأكثر عداءً لإسرائيل — سيتولى القيادة خلال سنوات.
إسرائيل تخسر الغرب في الوعي أولًا، تمامًا كما خسر نظام الفصل العنصري جنوب أفريقيا قبل سقوطه السياسي.
الخلاصة:
لم تعد فلسطين قضية الشرق وحده…
بل أصبحت معيارًا أخلاقيًا عالميًا يفصل بين البشر:
الرحماء… وغير الرحَماء.
وما حدث في بريطانيا اليوم ليس استطلاعًا…
بل جرس إنذار تاريخي بأن إسرائيل بدأت تفقد أهم حليف لها: