تُعد مكتبة الحسين بن طلال في جامعة اليرموك من أبرز المراكز المعرفية والثقافية في شمال الأردن، فهي لا تكتفي بدورها التقليدي كحاضنة للكتب والمراجع، بل تسعى لأن تكون منصة ثقافية وفنية مفتوحة، تتفاعل مع الطلبة والمجتمع المحلي، وتعمل على بناء وعي حضاري قائم على المعرفة والإبداع.
وقد شهدت المكتبة خلال السنوات الأخيرة حراكًا ثقافيًا وفنيًا ملحوظًا، بفضل رؤية إدارية واضحة تبناها الأستاذ الدكتور محمد شخاترة، مدير المكتبة، الذي عمل على إعادة تقديمها للجامعة والمجتمع بوصفها مؤسسة ثقافية متكاملة تتجاوز حدود العمل المكتبي التقليدي.
الثقافة والفنون في قلب رسالة المكتبة
إيمانًا بأن الثقافة لا تُختصر في القراءة وحدها، وأن الفنون رافد أساسي لتوسيع الأفق وتشكيل الوعي الجمالي، عملت مكتبة الحسين بن طلال على تطوير مجموعة كبيرة من الأنشطة التي جعلتها مركزًا تفاعليًا داخل الجامعة، ومن أبرز هذه الأنشطة:
إقامة أمسيات شعرية ولقاءات أدبية تستضيف فيها كتّابًا محليين وعربًا.
تنظيم معارض فنية وتشكيليّة بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة.
عقد ندوات فكرية وتثقيفية في موضوعات تلامس الاهتمامات الطلابية والمجتمعية.
تفعيل برامج القراءة والنقاش والورش التدريبية بين الطلبة.
استحداث فضاءات داخل المكتبة مخصصة للإبداع والأنشطة الطلابية.
هذه الأنشطة مجتمعة جعلت من المكتبة مركزًا نابضًا بالحياة، يعكس التقاء المعرفة بالخيال الفني، ويُسهم في توسيع مفهوم الثقافة داخل الجامعة.
الدور الريادي للأستاذ الدكتور محمد شخاترة
يُعد الأستاذ الدكتور محمد شخاترة العقل المحرّك لهذا التحول الثقافي والفني داخل المكتبة، حيث استطاع من خلال خبرته ورؤيته الأكاديمية والإدارية أن يضع استراتيجية واضحة تنطلق من قناعة راسخة بأن المكتبة يجب أن تكون نافذة تربط الجامعة بالمجتمع، ومركز إشعاع معرفي وفني.
وقد تجلّى دوره الريادي في عدد من الجوانب المهمة:
1. تبني رؤية ثقافية معاصرة تقوم على فتح المجال للأنشطة الثقافية والفنية والأدبية داخل المكتبة، وتحويلها إلى فضاء تفاعلي.
2. تعزيز التعاون مع كليات الجامعة وخاصة كليات الصيدلة والطب والآداب والإعلام والشريعة، مما أسهم في إقامة فعاليات مشتركة أغنت الحياة الجامعية.
3. فتح المكتبة أمام المجتمع المحلي من خلال برامج مشتركة مع المدارس والجمعيات والمراكز الثقافية والمؤسسات المجتمعية في محافظة إربد.
4. تطوير بيئة المكتبة وتحديث مرافقها لتصبح مهيأة لاستقبال الندوات والمعارض والفعاليات الفنية.
5. دعم المواهب الطلابية عبر توفير قنوات عرض داخل المكتبة، وإتاحة الفرص لهم لإبراز قدراتهم الفنية والفكرية.
وقد استطاع الدكتور شخاترة، بمثابرته وإيمانه العميق بدور الثقافة، أن يعزز مكانة المكتبة بوصفها واحدة من أهم روافد العمل الثقافي والفني في جامعة اليرموك.
المكتبة ودورها في خدمة المجتمع المحلي
لم يقتصر الحراك الثقافي والفني والادبي على حدود الجامعة، فقد امتد تأثير مكتبة الحسين بن طلال إلى المجتمع المحلي، حيث نظمت العديد من الأنشطة بالتعاون مع مؤسسات مجتمعية، واستقبلت فعاليات مدرسية وثقافية، وعززت مفهوم الجامعة كبيت خبرة يخدم محيطه ويسهم في رفع الوعي الثقافي بين مختلف الفئات.
لقد أصبحت مكتبة الحسين بن طلال، بجهود مديرها الأستاذ الدكتور محمد شخاترة، نموذجًا للمكتبة الجامعية الحديثة التي تجمع بين المعرفة والثقافة والفنون، وتمنح الطلبة والمجتمع المحلي فضاءً رحبًا للحوار والإبداع والتواصل. فهي اليوم ليست مجرد مكتبة، بل مركز إشعاع ثقافي يرفد الجامعة والمجتمع بروح جديدة، ويؤكد أنّ الاستثمار في الثقافة والفنون هو استثمار في الإنسان أولًا.