فقدت الأسرة الأردنية، بشيوخها وعشائرها ومؤسساتها الوطنية، واحدًا من رجالاتها الكبار، معالي الشيخ جمال حديثة الخريشا، الذي رحل تاركًا إرثًا زاخرًا بالعطاء الوطني والإنساني، ومسيرة حافلة امتدت لعقود في خدمة الوطن والقيادة الهاشمية.
كان الفقيد — رحمه الله — مثالًا للرجل الأردني المخلص، الذي جمع بين القيادة العسكرية والخبرة الإدارية والحضور الاجتماعي المؤثر. فقد شغل مواقع رسمية ووطنية ترك فيها بصمات واضحة، وساهم بجهوده وحنكته في دعم مسيرة الدولة وتعزيز قيم الانتماء والولاء.
تميّز الشيخ جمال حديثة الخريشا بشخصيته الهادئة وحكمته الرفيعة، وكان صوتًا للعقل، ورمزًا للثبات، وركنًا من أركان العمل العام، عرفه كل من تعامل معه رجلاً شجاعًا، وفيًا، خلوقًا، محبًا لوطنه وقائده وأبناء شعبه. كما كان بيته مفتوحًا للجميع، ويمثّل نموذجًا في الكرم الأصيل وأخلاق البدو التي حملها معه أينما ذهب.
وقد شهد له أبناء وطنه بأنه صاحب مواقف مشرفة، ومبادرات إصلاحية، ويدٍ بيضاء في خدمة الناس والسعي لقضاء حوائجهم، وظل طوال حياته محافظًا على إرث الآباء والأجداد، حريصًا على توطيد اللحمة الوطنية وجمع الكلمة.
وبرحيله، يخسر الأردن أحد رجالاته الذين صنعوا الأثر وتركوا سيرة عطرة ستبقى محل فخر واعتزاز لدى كل من عرفه، وستظل مواقفه شاهدة على روحه الوطنية وصدق انتمائه.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد فقيد الوطن بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.