ترأس معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، مؤتمر الموسيقى العربية في الرياض، مؤكدًا أن فكرة عقد المؤتمر جاءت استجابة لاحتياجات المشهد الفني والبحثي العربي، وسعياً لتقديم أبحاث موسيقية دقيقة توثق الأنماط الموسيقية والمقامات والإيقاعات، وتستكشف سبل تطويرها بما يعكس دور المملكة في دعم الفنون.
دعوة لتوثيق شامل خلال عامين
دعا آل الشيخ إلى استكمال عمليات توثيق المقامات الشرقية الصوتية خلال العامين المقبلين، مشيرًا إلى أهمية توسيع هذا المشروع ليشمل المقامات الشرقية في إيران لتعزيز شمولية العمل الموسيقي وإثراء المحتوى العربي والشرقي.
دعم القيادة والرؤية الثقافية
رفع معاليه الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على الدعم المستمر للقطاع الفني والثقافي، مؤكدًا تقديره لجهود وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان في تعزيز الهوية السعودية وفتح المجال للإبداع.
أهداف المؤتمر والتكامل العربي
أوضح آل الشيخ أهمية التنسيق الكامل بين الجهات المعنية لضمان توثيق المقامات الشرقية صوتيًا ومرئيًا وفق منهجية علمية موحدة، والاستفادة من إمكانات "استديو مرواس" في دعم المشروع. كما شدّد على إيجاد مقر مخصص لتعليم الموسيقى يلبي الاحتياجات الأكاديمية ويجهز الأجيال القادمة، مؤكدًا أن الهدف النهائي هو انتشار المخرجات الموسيقية إلى جميع المعاهد الموسيقية عالميًا.
شراكة مع الفنانين والفرق الموسيقية
وجّه آل الشيخ شكره لفنان العرب محمد عبده، مشيرًا إلى أن الفرقة المصاحبة له تضم 50% من العازفين السعوديين، في إنجاز يعكس تطور الكفاءات المحلية وقدرتها على المنافسة على المستوى العربي والدولي.
توصيات علمية لتطوير التراث الموسيقي
أوصى المؤتمر بمجموعة من التوصيات تهدف إلى حفظ التراث الموسيقي العربي وتطويره، تشمل إنشاء مكتبات رقمية، منصات تعليمية تفاعلية، وتسجيل الأعمال الموسيقية التقليدية صوتيًا وبصريًا، إضافة إلى إطلاق أكاديمية عربية عليا للعلوم والفنون الموسيقية لتعزيز البحث والتعليم الموسيقي ودمج الدراسات المقامية والإيقاعية ضمن مناهج علمية حديثة.
تعزيز التعليم والمشاركة الشبابية
كما أوصى المؤتمر بإدراج التراث الموسيقي العربي في المناهج التعليمية، وتشجيع الأبحاث والمسابقات السنوية في الفكر الموسيقي، وربط الموسيقى العربية بالمعايير العلمية الحديثة مع الحفاظ على خصوصيتها الأصيلة، لضمان استدامة العمل الموسيقي والارتقاء بمستوى الباحثين والممارسين الشباب.
جهود ميدانية ووثائقية
وتضمنت جهود اللجنة السعودية توثيق الفنون المحلية، حيث تم تسجيل 14 مقامًا حجازيًا وأكثر من 160 إيقاعًا سعوديًا جُمعت ميدانيًا من المؤدين المحليين، في خطوة تعكس ثراء التراث الموسيقي الوطني وتنوعه، وتؤكد ضرورة المحافظة عليه ضمن إطار علمي موثق.
يعكس المؤتمر نموذجًا واضحًا للتكامل بين المؤسسات العربية، مؤسسًا لمشروع علمي وثقافي مستدام لتوثيق المقامات والإيقاعات والآلات الموسيقية، بما يعزز مكانة الموسيقى العربية عالميًا، ويتيح للأجيال القادمة مواصلة تطوير هذا التراث الغني.