تشهد إسرائيل موجة إنفلونزا حادة أثارت قلق المؤسسات الصحية، بعد تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة ووفاة ثلاثة أطفال خلال أسبوعين فقط، وفق ما أفاد به موقع "واللا" العبري.
ويشير أطباء وخبراء إلى أن السلالة المنتشرة هذا الموسم تتمتع بقدرة عالية على الانتشار، وتستهدف الأطفال على نحو استثنائي، ما دفع بعض الجهات الصحية إلى الدعوة لإعادة ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة.
سلالة H3N2 تعود بقوة بعد غياب
توضح البروفيسورة غاليا غريسارو، رئيسة وحدة الأمراض المعدية للأطفال في مستشفى "دانا-دويك"، أن سلالة H3N2 هي المسؤولة عن موجة الإصابات الحالية، بعدما غابت عن البلاد لسنوات كانت خلالها سلالة H1N1 هي السائدة.
وتؤكد غريسارو أن السلالة عادت بشكل مختلف عمّا كانت عليه، بعد أن شهدت "انحرافًا مستضديًا" أدى إلى تغيّر طفيف في تركيبها، جعل فئات واسعة من السكان غير محصنين ضدها.
وتضيف: "حتى لو كانت فعالية اللقاح 50% أو 60%، فهي تظل أفضل بكثير من غياب المناعة تمامًا. نعرف أن اللقاح لا يزال مفيدًا رغم تغيّر الفيروس".
وكشفت عن حملة داخل المؤسسات الطبية تلزم العاملين بأخذ اللقاح، وعدم الحضور إلى العمل أثناء المرض، مع دعوة الزوار إلى تجنب المستشفيات إذا ظهرت عليهم أعراض.
خبراء آخرون يقللون من خطورة السلالة
من جهة أخرى، تخالف البروفيسورة ياسمين ماعور من المركز الطبي "وولفسون" هذا التقييم، مؤكدة أن السلالة ليست جديدة على الإطلاق وأنها منتشرة في أوروبا والولايات المتحدة منذ أشهر.
وتشير إلى أن لقاح الإنفلونزا يحتوي على سلالة H3N2 وتفرعاتها، وأن أي تراجع طفيف في كفاءة الأجسام المضادة لا يعني أن اللقاح غير فعال. وتقول ماعور: "الفيروس متغير بطبيعته، وهذا سبب إضافي للحصول على التطعيم لا العكس".
الكمامات تعود إلى المشهد الصحي
يبدو أن مسألة ارتداء الكمامات تعود مجددًا إلى الواجهة، إذ تؤكد ماعور أن الكمامات تقلل بشكل كبير من احتمالات انتقال العدوى في الأماكن المزدحمة مثل القطارات والحافلات.
كما دعا البروفيسور إيلان دلال، رئيس جمعية طب الأطفال، الطواقم الطبية إلى العودة لاستخدام الكمامات يوميًا داخل المستشفيات، مشيرًا إلى أن تفشي الإنفلونزا هذا العام "مبكر وحاد للغاية".
وبالنسبة للأطفال، أكد دلال أن القرار يعود للأهالي، لكنه أوصى بالتفكير الجدي في ارتداء الكمامات بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
تواجه إسرائيل موجة إنفلونزا غير اعتيادية تهدد الفئات الأصغر سنًا وتعيد الجدل حول العودة لإجراءات صحية كانت سائدة خلال جائحة كورونا. وبين دعوات للتطعيم وأخرى لاستخدام الكمامات، يبقى القلق الأكبر هو قدرة المستشفيات على التعامل مع ارتفاع متوقع في الحالات خلال ذروة الشتاء المقبلة.