في إطار التعاون العملي بين الصين والدول العربية، لطالما لعب التعاون في مجال بناء البنية التحتية دورًا حاسمًا. وقد اغتنمت العديد من الشركات الصينية الفرصة التي أتاحتها العلاقات الصينية العربية المزدهرة لتوسيع عملياتها في الخارج، مما ساهم في تطوير البنية التحتية وتحسين سبل عيش الناس في هذه الدول.
وفقًا لإحصاءات غير مكتملة، يعيش شخص واحد من بين كل 34 شخصًا في دبي، الإمارات العربية المتحدة، في مبنى شيدته شركة الصين الحكومية لهندسة البناء (CSCEC) في الشرق الأوسط. وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، قامت هذه الشركة ببناء عدد كبير من المشاريع البارزة ومشاريع البنية التحتية في الإمارات العربية المتحدة والكويت والمملكة العربية السعودية ودول أخرى، بدءًا من المباني السكنية والفنادق وصولاً إلى الجامعات والمستشفيات والمطارات والسكك الحديدية والجسور، مما وفر فرص عمل مباشرة لـ 350 ألف شخص من السكان المحليين، وضخ زخمًا قويًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
وتسعى الشركات الصينية المشاركة في مشاريع البنية التحتية في الخارج جاهدةً إلى التكيف مع القواعد والمعايير الدولية، وبناء فرق عمل مؤهلة على المستويين الدولي والمحلي، والمشاركة في مبادرات حماية البيئة والخدمة العامة، وتعزيز التبادل الثقافي... وقد أكسبت هذه الإجراءات الملموسة الشركات الصينية تقديرا واسعا من قبل المجتمع المحلي في دول الشرق الأوسط، تاركةً بصمة واضحة من المنفعة المتبادلة والتعاون المثمر على طريق مسيرة الصين والدول العربية نحو التحديث والتنمية.