لم يكن الخبر عابرًا، ولا يمكن قراءته كإجراء إداري أو لفتة رمزية.
أمرٌ ملكيّ بمنح المدرب المغربي جمال السلامي الجنسية الأردنية، والتأكيد على بقائه في الأردن، هو رسالة سيادية واضحة:
الدولة قررت أن تستثمر في الإنسان… وفي الحلم… وفي المستقبل.
الهاشميون لا يدعمون كرة القدم من باب الترف، ولا يتعاملون معها كحدث موسمي أو نتيجة مباراة.
هم ينظرون إلى الرياضة باعتبارها قوة ورافعة وطنية، ومنصة لبناء الهوية والانضباط والقدوة، خصوصًا لجيلٍ يبحث عن أملٍ حقيقي لا عن شعارات.
ما فعله جلالة الملك ليس دعمًا لشخص، بل حماية لمشروع وطني شامل.
مشروع يبدأ من القاعدة، من الفهم، من التخطيط، من الاستقرار الفني، لا من تبديل المدربين مع كل تعثر.
وهنا تحديدًا يظهر الفرق بين من "يدير” ومن "يؤسّس”.
منح الجنسية لجمال السلامي هو إعلان ثقة، لكنه في الوقت ذاته إعلان التزام من الدولة نفسها التزام بأن لا تُترك المشاريع الجادة فريسة للمزاج العام أو الضغط الإعلامي أو النتائج الآنية.
التزام بأن يُمنح الخبراء باللعبة الوقت والمساحة ليبنوا، لا ليُحاسَبوا قبل أن يبدأوا.
الهاشميون تاريخيًا كانوا حاضرين حيث تُبنى الدول لا حيث تُستهلك الإنجازات.
في التعليم، في الجيش، في الصحة، واليوم في الرياضة.
لأنهم يدركون أن كرة القدم لم تعد لعبة فقط، بل لغة عالمية، وصورة وطن، ومرآة وعي.
هذا القرار يقول للشباب الأردني:
نحن نؤمن بكم، ونؤمن بأن الأردن قادر على المنافسة لا بالمصادفة، بل بالمنهج والتخطيط.
ويقول للمؤسسة الرياضية العمل الجاد محميّ… والاستمرارية خيار دولة… والفوضى مرفوضة سنبدأ بداية قوية.
وفي المشهد العام يختار الأردن أن تُدار الرياضة بالعقل والرؤية.
و يختار الهاشميون أن يُحموا المشروع قبل أن يُقطف ثماره.