نيروز الإخبارية : «ريمونتادا جديدة» شهدها دوري أبطال أوروبا، عندما قلب إشبيلة تأخره بـ3 أهداف في الشوط الأول، لتعادل مثير أمام ضيفه ليفربول 3/3 في الجولة الخامسة من البطولة، وإليكم أبرز الملاحظات الفنية من المباراة.
● المباراة تمثل دلالة على الانفصام الحقيقي الذي يُعاني منه ليفربول هذا الموسم، الفريق يمتلك قوة هجومية خارقة، وفي نفس الوقت يُعاني من هشاشة دفاعية كأنه فريق متوسط المستوى وذلك من سوء مستوى بعض اللاعبين وسوء تمركز، وأيضًا نقاط ضعف باتت فاضحة.
● على المستوى الهجومي، لا يمكنك أن تتوقع الخطر من عنصر واحد في ليفربول، والدليل أن هناك 8 لاعبين من ليفربول نجحوا في التسجيل في دوري الأبطال هذا الموسم أكثر من أي فريق آخر، فالخطر يأتي من كل مكان.
هذا لم يتفطن له إشبيلية، الذي ركز كل جهوده حول مراقبة محمد صلاح، وهو ما آراح كثيرًا ساديو ماني وفيرمينو وخفف الضغط عليهما، وبالتالي وجدا الفرصة والمساحات لتهديد مرمى إشبيلية، وبالفعل التسجيل.
وبالنسبة لفيرمينو، فاللاعب شغل مركز المهاجم الوهمي، أو يتركز دوره أكثر على التحركات خارج الصندوق، لكنه في مباراة اليوم أظهر نجاعة تهديفية كبيرة، وقدرات في حسم الفرص تؤكد أنه مهاجم صندوق صريح بامتياز.
● تركيبة (محمد صلاح، ساديو ماني، فيليب كوتينيو، فيرمينو) تخدم ليفربول جدًا على المستوى الهجومي، لكنها في الوقت نفسه مع نزعتهم الهجومية بمثابة تركيبة انتحارية، لأن الدفع بالرباعي القوي الذي لا يُدافع تقريبًا يُزيد الأعباء على الآخرين ويتطلب وسط ميدان قوي دفاعيًا ودفاع قوي، وليفربول دفاعيًا في منتهى الضعف، لذلك كلوب جازف كثيرًا بهذه التركيبة أمام فريق قوي على ملعبه.
● مرة أخرى يدفع ليفربول ثمن استقبال الأهداف من ضربات رأس وكرات ثابتة، وهذه الآفة مزمنة تقريبًا، وباتت فاضحة في ليفربول. المدرب الكفء هو المدرب الذي يستطيع علاج ثغرات فريقه بسرعة، وهنا أضرب المثل بأنطونيو كونتي الموسم الماضي حين لجأ لطريقة 3/4/3، لتحسين دفاعات فريقه، وهنا لا أقصد أن يلعب كلوب بنفس الطريقة، لكن على الأقل أن يُغير بعض قناعاته، بدلاً من الاستمرار بها وفي كل مرة يدفع فيها ليفربول الثمن بنفس الطريقة.
● من أخطاء كلوب الجسيمة مواصلة الاعتقاد بأن ألبرتو مورينو هو الظهير المناسب لليفربول، اللاعب بات يمثل أكبر ثغرة في دفاع ليفربول، بمنتهى الضعف الدفاعي، وتسبب في هدفين من أهداف إشبيلية الـ3، بتاكلينج أخرق تسبب في ركلة حرة جاء منها هدف وركلة جزاء جاء منها آخر، وهو ما جعل كلوب يتحرك سريعًا بسحبه والدفع بجيمس ميلنر.. فهل اعتقد كلوب أخيرًا أن مورينو ثغرة؟! أم سيُكرر الاعتماد عليه مرة أخرى وسيدفع الثمن مرة أخرى.
الغريب أنك لا تفهم سر انهيار مورينو أمام فريقه السابق، فقد سبق وقدم مباراة كارثية أمامه أيضًا في نهائي الدوري الأوروبي.
● يفتقر ليفربول حقيقي إلى التكوين والقائد والقدرة على الصمود، الفريق بدلاً من أن يمسك بالكرة ويحاول التحكم في نسق المباراة وتهدئة اللعب، يأتي هندرسون مثلاً ويشتت الكرة في كثير من الأحيان مع انه يستطيع تمريرها، لذلك لا تستغرب أن نسبة دقة تمريراته 55% فقط.
● من الكارثي لفريق بحجم ليفربول أن لا يعرف كيف يصمد أو يمتص حماس المنافس، الفريق بأكمله يفتقر إلى الروح، والقتال على الكرة وعدم خسارتها بسهولة.
● يحسب لإشبيلية عدم استسلامه، الفريق في الشوط الثاني ظهر بشكل مختلف، فرغم أنه لم يصنع عدة فرص سانحة للتسجيل، لكنه ضغط على ليفربول بمنتهى القوة لأنه يعلم مدى ضعف ليفربول عند الضغط عليه، وهو ما يُعرضهم لارتكاب الأخطاء وهذا ما حدث في هدفين.
● كلمة السر مرة أخرى كانت في وسام بن يدر الذي لعب دورًا كبيرًا في تلك الانتفاضة بهدفين في بداية الشوط الثاني، قيمة بن يدر كمهاجم مميز ظهرت ي الهدف الأول بتحركه واستغلال سذاجة دفاع ليفربول. دور بن يدر برز أكثر بتحركاته المستمرة وعدم استسلامه وبناء اللعب حتى.