نيروز الاخبارية : رائحة النسيج وخيوط الحرير الطبيعي بألوانه المذهبة توحي بطبيعة المكان ووقاره، لكنها لا تشبع الفضول ونهم السؤال، كيف ومن أين وإلى أين؟. أسئلة يحملها الكثير تجاه صناعة أستار الكعبة المشرفة، فيما يبقى الجواب المختصر، إنها فخر السعودة وشرفها بعد عقود من نقل الحرفة وتوطينها.
صحافيون من أرجاء العالم الإسلامي امتلأت بشغفهم جنبات مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة الشريفة. في زيارة تأتي على هامش "قمم مكة" التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
المنتج قطعة فنية سنوية مهيبة يشاهدها الجميع مسدلة على جوانب الكعبة، ولكن أن تحضر كواليس صنع هذه التحفة فهو الأمر الذي لا يتكرر كثيرا، لأسباب فنية تتعلق بانهماك الحرفيين في عملهم، ولاحتياطات أمنية لا يجب إغفالها، حين يتعلق الأمر بمقتنى ثمين من مقتنيات بيت الله الحرام.
ما يقرب من 200 سعودي يقفون على هذا العمل وبشكل يدوي خالص، يضمن جودة الإتقان ولمسة أصيلة بعيدة عن استنساخ الآلات. تتفاوت أعمارهم وخبراتهم، فبينما تجد هناك من خبرته لا تتعدى السنوات الست، تبدأ بتجهيز الخيوط وتحضيرها لمن سيقوم على تطريزها لاحقا، تجد أيضا من تجاوزت سنوات عمله الـ36 عاما ما يعني أنه شارك في صنع 36 كسوة لبيت الله الحرام.
أرقام يذكرها الصانع بشرف، ويتطلع للمزيد منها، فهذا هو الحافز المعنوي الأهم لدى معظم الحرفيين، وهو أيضا ما استشعره بإجلال كبير المراسلين الإعلاميين ليتكرر ذات السؤال الممتلئ هيبة ووقارا، ما شعورك وأنت تصنع كسوة بيت الله الحرام؟.
ومهما كانت الإجابة الشفهية المباشرة كافية، إلا أنها لن تكون أجمل مما ترسمه الأصابع السعودية بحرفية عالية متناهية أثارت إعجاب الجميع، دائما، لآيات قرآنية مختارة بمرسوم ملكي بعد اعتماد مباشر من هيئة كبار العلماء. علما بأن تغيير هذه الآيات المحددة من سورتي البقرة والحج يلزمه مرسوم ملكي آخر لإقراره.
بهذه الانضباطية العالية والجمالية الخالصة يجري العمل إداريا وحرفيا حتى لا يكون للاجتهاد مكان في أمر يعني الإسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة كافة. ليظهر المنتج كما تستحقه الكعبة المشرفة التي تشخص إليها بالدعاء في كل لحظة القلوب والأبصار.