نيروز الاخبارية : يبدو أن التسول عندنا أصبح منظماً، حتى أن هناك من يقوم بتوزيع النساء والأطفال المتسولين عند الإشارات الضوئية وعلى أبواب المساجد حتى أن المصلين في مسجد الكالوتي على سبيل المثال شاهدوا بعد صلاة الجمعة قبل أيام باصاً صغيراً يقوم بجمع المتسولات لإعادتهن إلى بيوتهن بعد إنهاء مهامهن، وزارة التنمية الاجتماعية والجهات الاخرى لم ينجحوا في التخفيف من حدة ظاهرة التسول، والتي انتعشت الآن مع بداية فصل الربيع. وقد قامت الوزارة بعملية فزعة وهبّة دون ان تكون هناك استمرارية لها، وان الذين تم القاء القبض عليهم من المتسولين عادوا بعد فترة وجيزة الى العمل، وان اساليب جديدة بدأ بعضهم يتبعها في التسول، والتي من الممكن ان تشكل خطورة اجتماعية.
من الاساليب التي ما زالت تؤرق الجميع وجود فتيات واولاد صغار في ساعات متأخرة من الليل على الاشارات الضوئية، حتى ان بعضهم يقوم بالبكاء المستمر وخاصة في الليالي الباردة، إذْ يتعمد تخفيف ملابسه امعانا بفقره فيما يقوم آخرون بالقاء حبات من العلكة على قارعة الطريق مدعيا بان احد العاملين في امانة عمان، او احد المارة قد قام بذلك لمنعه من التسول، وانه لا يستطيع العودة الى منزله دون ان يتمكن من استرداد ثمن حبات العلكة الملقاة ليتبين بعد ذلك انه هو الذي يقوم بذلك لاستدرار العاطفة وان هذا العمل يستمر بصورة يومية.
آخرون يدعون انهم طلبة، ويحملون الكتب المدرسية او حتى الجامعية ويطالبون بأجرة الطريق الى مناطق بعيدة، وانه امام هذا الطلب المشروع يقوم المواطن بدفع دينار او اكثر وان هذا الطالب المتسول يبقى على هذه الحال اياما واسابيع طويلة لكنه ينتقل من مكان الى اخر.
من احدث اساليب التسول ان تقوم سيدة تحمل معها وصفة طبية وتدعي بان زوجها يعاني من امراض في القلب، والضغط والسكري وانها تحتاج الى ثمن الدواء فقط، او تزويدها بالدواء للدليل على انها غير متسولة، لكنها محتاجة لانقاذ حياة انسان وتوفير الدواء له، إذْ يتم في احيان كثيرة تقديم مساعدة مالية لها او شراء الدواء لها بالكامل من احدى الصيدليات القريبة، ثم تقوم بترجيع الدواء.
من الاساليب المتبعة ايضا ان هناك عصابات منظمة، إذْ يقوم بعض الاشخاص وبسيارات حديثة بتوزيع الاطفال على الاشارات الضوئية واعادتهم الى ذويهم بعد ساعة متأخرة من الليل، حتى ان احد المواطنين في ضاحية الرابية في عمان شاهد احد الآباء وبسيارته الفارهة، يوزع اطفاله على باب مسجد ضاحية الحسين بالاسكان وبعض الاشارات ويزودهم بالمياه، والساندويشات للاستمرار بعملية التسول لساعات طويلة.
حتى الآن ما زلنا نعمل بسياسة الهبة والفزعة وليس لدينا اية خطة متكاملة للقضاء على هذه الظاهرة او حتى الحد منها.