يمرّ عام على إستشهاد البطل المقدم معاذ الدماني الحويطات وصحبه من شهداء أحداث السلط ، تمرّ الذكرى الأولى وصباحات العيد عامرة بالفرح ، لكن عطر الشهداء لم يغادر طرق السلط والفحيص ونقب الدبور ، وأن فتية مرّوا من هنا وحملوا أرواحهم على كفوفهم وسكبوها فداء للوطن ، ورسموا اسمائهم نشامى في سجل التضحيات ، يمرّ عام وحبر قصائدهم لم يجفّ بعد مثل شعر البنات المبلول في أول صباحات المدرسة ، لكن يا معاذ ما قيمة الحبر أمام دمك ، وما قيمة كلماتنا أمام تضحياتكم.
تمرّ صباحات العيد على أمهات الشهداء ، ينهضنّ والقلوب مجروحة ، وعطر الأبناء لم يغادر البيوت ، وحدهنّ الأمهات يصلينّ الفجر ويسكبنَ القهوة السادة والدمع ساكن في العيون ، والأصابع تلامس السبحة والألسنة تلهج بالدعاء أن من كان في أحضانهن يوما هو في السماوات الآن ، لكن تبقى الأمهات وحدهنّ دون خلق الله يأملنّ أن يطرق الغائب الباب يوما .
سلام على معاذ الدماني وعلى صحبه ، وعلى راشد وسائد وعلى كل الفتية الشهداء وهم يصعدون نحو السماء، الرصاص في الصدور حاملين دمهم وقد "أوفوا العهود" وحلفوا على المصحف والدم أن تبقى هذه البلاد طاهرة ، وأن سجل البطولات لم يغلق منذ أول شهيد على تراب الأردن الحارث بن عمير الأزدي وحتى آخر جندي نام تحت التراب .
في صباحات العيد نسلّم على الشهداء ، وعلى الأمهات الصابرات ، وعلى جوان راشد الزيود وكندة سائد المعايطة وعلى إلياس معاذ الدماني وعلى كل أبناء وبنات الشهداء المزروعين بيارق عز على جبين الوطن .